38 ـ في انتظار إحساس
ـــــــ
ها أنذا وقد وقفتُ على فشلي في كل ما حاولتُه، أجلس في انتظار أن يملأني إحساسٌ بأنني قد فشِلت حتى في أن أكون فاشلاً كامل الفشل، لا بياض إيمان يغمر طريقي ويرفرف بأنواره مع دبيب خطواتي، ولا سواد كفر يَزْمَهِرُّ على جبيني، فما اصدق وصف من لم يضق بخيباته وهو يسخر من أدنى ما فاز به من علامات فسمَّى ما حصل عليه بالصفر المريح.
أيكون أقصى الفشل هو تلك الرصاصة التي تقتل فلا يسمعها من تصيبه؟
ما أجمل أن تغادر الدنيا عارياً كما دخلتها عارياً.
اللهم اجعلني أغادر ولا أغلال في عنقي ولا قيود تثقل أقدامي ومعصميّ.
وآخر صلاتي أن يبقى معي فشلي فلا أخدع أحداً في العالمين.
فأنا لا أرى نوراً ولا ظلمة قربي.
ولا شيء إلا الصفر فهو الأرحم في ما أراه وما لا ترون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
39 ـ عَجْزٌ
ــــــ
كان من عادته في شبابه، بل وحتى في أيام نضج كهولته، أن يُقدم على قضم التفاح بقوة أسنانه ، وبملء شفتيه، لكنه بعد أن صار ذا فم أدرد استبدل بثناياه وبالباقي من أضراسه طاقما وإن كان أحَدَّ أسنانًا وأشد قطْعًا، لم يعد يقوى معه على متعة القضم كما كان يفعل. دون الاستعانة بسكين حادة .
هذا الصباح وهو ينفذ بعاجل طعنة إلى قلب تفاحة رأى ، كيف انفلق أمام عينيه ما يشبه افترار جرحٍ ينز ، بلون أحمر هو بعض من جاذبية كانت تغطي الجسد الذي أثار شهيته ، راعه ذلك لتزول عنه كل رغبة في التهام الجسد الجريح :إن بتقسيمه قطعةً قطعةً، أو بالإقبال على قضمه بكامل فمه ، كما كان اعتاد أن يفعل .
أحمد بنميمون