ميراثٌ
كان أديباً من زمنِ الفروسيَّةِ !
نَحَتَ كلماتِهِ مئذَنَةً،
أو نخلةً لا تُطَاْطىءُ للرّيحِ..
أدبرَ عن الدنيا، فأدبرتْ عنه..
وحين تقاسمَ الأبناءُ ميراثَهُ،
كان نصيبُ الأولِ مزهريَّةً،
ونصيبُ الثاني قارورةَ طيبٍ،
ونصيبُ الثالثِ سلّةً خضراءَ
توزِّعُ تفاحَها كلَّ صباحٍ…
بطاقةٌ
شكراً سيّدتي..
وصلتني البطاقةُ التي تقولُ:
” سنةُ عافيةٍ، وحبٍّ، وخصبٍ “
لكن منذ عشرين ربيعاً
وأنا عليلٌ مجدِبٌ !
……………………………………
شكراً سيّدتي..
خذي البطائقَ، والتَّهاني، وأشجارَ رأسِ السنةِ،
وأَعْطني قُبلَةَ سلامٍ..
بكاءٌ
فقدَ أهدابَهُ، ودموعَهُ، وغُدَدَ الحزنِ تحت جلدِهِ..
صارَ يبكي بقلبِهِ..
كلّما رأى في نشراتِ الأخبارِ
أشجارَ الدمِ تكبُرُ وتكبُرُ..
وتتحوّلُ إلى أوطانٍ بلا أوطان !
د. قطب الريسوني