مازالت خيبة الأمل تلقي بظلالها على الجزائر وعلى منتخبها لكرة القدم، لأن الجارة الشرقية لم تهضم بعد أن رياضة كرة القدم في بعض محطاتها، لابد لها من أحد اثنين، إما المرورإلى دورمقبل وإما الإقصاء والعودة إلى أرض الوطن.
ثم إن غرورمسؤولي الجزائر ولاعبي منتخبهم هو غرور عجيب، كان وراء إقصائهم من الدورالأول من نهائيات كأس أمم أفريقيا، المقامة حاليا بدولة “الكامرون”، فمنذ شهور وقادة هذا البلد ومسؤولوه يتغنون بمنتخب بلادهم وكأنه مقدس، إذ سبقوا الأحداث بكثير وقالوا أنه سيفوز بهذه البطولة وأنه أحسن فريق في العالم، لم ينهزم في ما مجموعه 35 مباراة متتالية (هذا رقم يعاد فيه النظر) ضد فرق عادية وبالتالي لايفهم أنه من غير الممكن أن يقارن نفسه بمنتخب إيطاليا الذي لم ينهزم في ما مجموعه 37 مباراة متتالية، لعبها ضد عمالقة كرة القدم، مع وضع خط واضح وبراق تحت هذه العبارة الأخيرة.
نعم، فالغروروالثقة الزائدة هي التي”خرجت” على المنتخب الجزائري العادي الذي لم يعترف بسقوطه، علما أنه وبالعديد من نجومه تعادل مع المنتخب الثاني للمغرب في كأس العرب التي نظمت، مؤخرا بقطرولم يفزعليه، إلابواسطة ضربات الحظ.كما أن المنتخب الجزائري لم يعترف، بكل روح رياضية، بأن الأبطال الجدد موجودون في كل زمان ومكان وفي جميع الرياضات والمجالات، فبحث عن مبررات واهية لخيبته : أرضية الملعب.. العين.. السحر..فما هذا الخبل ؟
أكثرمن هذا، أن خروج هذا المنتخب من كأس أمم أفريقيا، متذيلا ترتيب مجموعته، بنقطة وحيدة وهدف يتيم، كان له أثركبيرعلى البلاد ومن فيها، حيث قاموا بتسييس الأمور، تارة بالعجرفة وتارة بتوجيه شتى التهم إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم وإلى المغرب الذي يتخيلونه، دائما، عبارة عن شوكة في حلقهم، بضلوعهما في إقصاء منتخبهم، مفتخرين بأن بلادهم هي بحجم”قارة” ولها قوة ضاربة “يضربوغيرالكرة على الأقل”متناسين أن الاستعمارالفرنسي، بل توسعه الامبريالي هوالذي قسم شمال أفريقيا، فترك للجارة مساحات تعود إلى بلدان، تونس، ليبيا والمغرب، وفق وثائق تاريخية، يمكن الرجوع إليها من طرف من يعنيهم الأمر، فضلاعن اتجارالجارة الشرقية بالقضية الفلسطينية، فقط لأنها تعلم، جيدا، بأن المغرب وملكه وشعبه محبوبون جدا لدى الفلسطينيين.
وآخرا، فإن الأمرالذي لايمكن نكرانه، بشهادة الواقع، هوأن قادة ومسؤولي الجزائريشكلون قوة ضاربة، بحق وحقيق، لكن على مستوى “الشفوي” فقط !
محمد إمغران