كل وقفاتي في موضوعات التصوف هي ثمرة استمدادي من مذاكرات نورانية لشيخي سيدي حمزة القادري بودشيش -قدس الله سره- و هي في الآن ذاته قطوف دانية من شجرة عرفان جمالي لوارث السر المحمدي؛ شيخي وسيدي جمال الدين القادري بودشيش -نضَّر الله أيامه-.
الرؤية الصوفية تُجمِّع ذواتا وعوالم..
وهي رؤية مخصوصة منبنية على :
l منظومة قيمية ترشَح في أذهان وتتجذر في ضمائر..
l روح ومعنى تقوم بهما أنفس آدمية..
l كمال يكتمل به النوع البشري.
هي رؤية مخصوصة متأتية لمن أوتي عصمة قلبية..
وهذه العصمة القلبية لا يشعر بها سوى من يستفتي قلبه، وإن أفتاه المفتون..
وعصمة القلب تتغذى بالطهارة والحضور والصفاء والذكر والمجاهدة.. وغير ذلك من الرياضات التي تقود إلى سجدة الخشوع والخضوع أمام كبرياء ذي الملك والملكوت..
قلت لأحد الخلَّص :
نحن في هذه الدنيا لبسنا ثوب عيشنا دون أن نستشار.. فليس لنا أن نشغل بالنا بماض أو بآت.. حسبنا أن ننعم من حاضرنا المحدود بملذات ذكر الله وتلاوة كتابه العزيز.
ذكر الله هو عنوان دلائل خيراتنا..
كان سيدي حمزة -قدس الله سره- يقول :
«اذكرْ مْليحْ.. وصل على النبي.. وقْرا القرآن».
ويقول سيدي جمال -نضر الله أيامه- :
«الذكر الكثير منشىء للمحبة..»
«الفقير يحب شيخه، والشيخ يوجه تلك المحبة نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم لكونه القدوة.. وهذه المحبة ترادف نقاء السريرة ونقاء النفس وطهارة القلب..»
عبد اللطيف شهبون