7ـ جلسات الندوة الأدبية:
تميزت هذه الجلسات بنشاطين أساسين تمثلا أولا في استضافة أسماء وازنة في المجال الأدبي بحثا، وإبداعا.
وثانيا في عروض وقراءات في أعمال إبداعية، متبوعة بأحاديث مستطابةحولها من لدن رواد الندوة.
فمن الشخصيات الأدبية التي كانت محور الجلسة، سيرة، وشهادة، وقراءة، وتعقيبا، أذكر أد. عبد الله المرابط الترغي، وأد.محمد أنقار، وأد. إدريس خليفة، وذ. رضوان احدادو.
وقد خص راعي الندوة كل واحد منهم في مستهل الجلسة بتقديمه تقديما بارعا بكلمات جامعة مانعة، نابعة من تفننه في فن تقديم الرجال والكتب على حد سواء؛ وهي موهبة خص بها أستاذنا رحمه الله، ومقدماته الصادرة في سفرين شاهد على براعته في هذا الفن.
ثم كانت مداخلات حول بعض أعمالهم وشهادات في حقهم من رفقاء مسيرتهم وطلبتهم، وغبها تعقيباتهم على العروض والشهادات.
وهي في المحصلة شاهدة على ما أسداه كل واحد منهم في مجال اشتغاله من جهد وعطاء، سيبقى ذكرهما خالدا في سجل الحياة الثقافة المغربية الحافل بالمنجزات المشرقة.
والفنون الأدبية التي تفتقت براعمها في الجلسات هي:
القصة، والأقصوصة، والرواية، والسيرة، والرسالة، والرحلة، والمسرحية.
* ففي القصة والأقصوصة:
نالت مجموعة حسن الوراكلي القصصية “الريح والجذوة” اهتماما نقديا ملحوظا وطنيا وعربيا، تكلل بجمع ما كتب عنها من مقالات ودراسات، وإصداره في كتاب حمل عنوان “الإبداع والهوية دراسات في تجربة حسن الوراكلي السردية”، كما سعد رواد الندوة بمنجزه الإبداعي” كر وفر”.
ثم سعدوا بمجموعتي”حمائم وأشواك” و “ثورة الياسمين” اللتين أبدع ومضاتهما القاص الطيب الوزاني.
*وفي مجال الرواية:
كانت روايات محمد أنقار: “المصري” و”باريو مالقا” و”شيخ الرماية” محط قراءة من لدن أد. محمد مشبال، ود محمد محمد المعلمي.
*وفي مضمار السيرة:
عاشت جلسات الندوة مع سيرة “إتحاف الناظر بنفاضة الضمائر وعصارة الخواطر” لعبد الرحمن بودرع؛
و”فراشات هاربة” لعبد الكريم الطبال؛
و”تجربتي الصوفية” لعبد الله الشارف.
وواكبت كل واحدة منها، قراءات أد. حميد المرابط، وأد.محمد حافظ الروسي، ود.محمد محمدالمعلمي.
*وفي مقام الرسالة:
عاشت الندوة مع “فيوض” لحسن الوراكلي التي حظيت بقراءات السادة: حسن الغشتول، عرفة بلقات، محمد الحافظ الروسي، عبد الواحد بنصبيح.
كما استمتعت بعرض أد. عبد السلام بلدريس عن “رقاع” التي تضم مختارات من مراسلات صاحب ندوة زمزم.
*وفي نطاق الرحلة:
واكب الحضور مع أد. عبد الرحمن بودرع ما عاشه في “الرحلة الفضلى إلى ندوة الحج الكبرى”؛
والشأن ذاته مع أد. حسن الغشتول في رحلته الذهنية “رحلة في آفاق المشرق والمغرب”؛
ومع أد. محمد المرابط في ترجمته ليوميات شاهد على حرب أفريقيا (1860 – 1859) للصحافي الإسباني بيدرو أنطونيو ألاركون.
*وفي فضاء المسرحية:
أرهف الحضور السمع للمسرحي الأستاذ رضوان احدادو وهو يقدم لوحات وذكريات من مسيرته المسرحية المديدة كتابة، وبحثا، وتمثيلا فوق الركح منذ عقود؛
كما تايع باهتمام قراءات عميقة في بعض مسرحياته قدمها الباحثون الأساتذة السادة: يوسف الفهري، ومحمد أهواري، ويوسف حنانة.
وبعد؛
فهذه عينة يسيرة مما زخرت به جلسات “ندوة زمزم الجمعية” في مجال الفنون الأدبية إبداعا، وبحثا، ونقدا.
وهي مكرمة من مكارم رائدها وعمدتها فضيلة أستاذنا الدكتور حسن الوراكلي رضوان الله عليه، وإضافة نوعية إلى رصيد الحياة الثقافية في مدينته تطوان العامرة التي يعد أحد أشهر أعلامها في العصر الحديث.
د. محمد محمد المعلمي