احتفاء باليوم العالمي للمدن..
كل سنة والمدن المغربية تتطلع نحو الأفضل..
يحتفي العالم، بعد غد، الاثنين 31 أكتوبر، باليوم العالمي للمدن، فلماذا قررت الأمم المتحدة الاحتفاء بهذا اليوم وجعلته ذا أهمية ؟ لاشك أنها ارتأت ضرورة النهوض بالمدن من أجل تعزيزرغبة المجتمعات في نشروتكريس كل ما هوحضري على مستوى العالم.
وبعبارة أخرى، فالاحتفاء هومناسبة سنوية لإشاعة ثقافة العمل حول مفهوم التوسع الحضري المستدام من خلال تعزيزسبل التعاون بين جميع الدول ولماذا لا الاحتفال بما يعتبر نجاحا وتوفيقا في بناء وتشييد المدن ومواجهة التحديات التي بات يشهدها العالم، خاصة أنه يعرف وتيرة سريعة على مستوى التوسع الحضري، لاسيما في مجال الابتكاروالتكنولوجيا وكذا الاستثمار، بالإضافة إلى التحديات المطروحة على مستوى الإسكان وتغيرالمناخ وتوفيرالخدمات الأساسية، على رأسها استتباب الأمن وتوفيرباقي وظائف التمدن والتحضر..
ولا شك كذلك أن الاحتفاء باليوم العالمي للمدن يسعى إلى زيادة الوعي لدى الشعوب، بالتوجهات التي يمليها عليهم التحضروالتحديات السائدة والنظرة المستقبلية، بغية تحقيق تنمية حضرية مستدامة، كما يسعى إلى تعزيزالتعاون بين الدول والشعوب والمساهمة في الجهود العالمية، لبناء مدن يسود فيها العدل والازدهار والرخاء، بحيث توفرلمجتمعاتها البيئة السليمة وكرامة العيش وجودة الحياة..
ويقام الاحتفال سنويا، باختيارمدينة عالمية معينة، لكي تكون شبه عاصمة للمدن الكونية، بفضل العديد من الشروط التي تتوفرعليها وتعطيها التميزعن جدارة واستحقاق، مثل “إيكاترينبرج” بروسيا، “ليفربول” بالمملكة البريطانية، “كيتو” بالإكوادور و”ميلانو” بإيطاليا، حيث تم اختيارهذه المدن، خلال السنوات القليلة الماضية، لتمثيل هذا الحدث العالمي..
وفي هذا الصدد، قد يتساءل كل مواطن غيورعن الأسباب التي تقصي مدنا مغربية من أن يكون بعضها مختارا، لتمثيل هذا الحدث العالمي، أحسن تمثيل، بفضل الموقع الاستراتيجي للمغرب، إضافة إلى إمكانياته المتوفرة على أكثرمن صعيد، لولا أنه يتم نكرانها، مع الأسف، في بعض المناسبات، عملا بسياسة التقشف والتباكي، خدمة لبعض الجهات الانتهازية.
وتلتقي المدن المغربية في نفس المشاكل والأسباب، ضمنها مدن الشمال، القريبة من الضفة الأوروبية، واحسرتاه، وفق مهتمين وباحثين مغاربة:
ـ قلة المساحات الخضراء
ـ غياب مرافق عمومية أساسية
ـ قلة المدارس والجامعات والمستشفيات
ـ كثرة المتدخلين وافتقاد سياسة موحدة
ـ مشكل النقل
ـ ضعف الإنارة العمومية وتنامي الجريمة..
صحيح أن مدينة طنجة تطورت، بشكل لافت جدا على عدة مستويات، خلال العقدين الأخيرين، علما أنها دائما كانت تنعت بكونها تضاهي بعض المدن الأوروبية، نظرا إلى موقعها الجذاب وتصميمها المعماري الجميل، إلا أنها تعاني، حاليا ولو نسبيا، من نفس الأسباب والمشاكل، المشارإليها سلفا والتي تشهدهاعدة مدن المغربية..
وكل سنة والمدن المغربية تتطلع نحوالأفضل، لكن لابد من الوطنية الحقة وتضافرالجهود ونكران الذات وهنا تكمن المعضلة الكبرى، فإلى متى ؟
محمد إمغران