التفت إلي أحد المتحدثين . طلب مني مشاركتهما برأي أو تعليق..
قال لي :
” كل شيء في كل شيء ” فكرة جامعة أو باب للفهم الواسع..
فقلت :
هذا عين اليقين ؛ ذلك أن ” كل شيء..” هو الكل ، والكل هو الواحد المطلق أو الحق بالذات وبكل الأسماء..الجامع لكل أجزاء الأشياء.هذه مسألة أولى
أشاطركما الرأي في كون المتحصن بعلم ما قد ينطق بعلمه من وراء عبارة علم آخر، فيغفل المطالع لقوله عن ذلك ، ويقوم بنسبته إلى أصحاب العلم الثاني ، وهو من أصحاب الأول !
فرد علي الثاني :
ما ذكرته يرجعني لفكرة الكبريت الأحمر محيي الدين ابن عربي بسطها في مقدمة كتابه الفاتح ” الفتوحات المكية ” :
” ولا يحجبنك أيها الناظر في هذا الصنف من العلم ، الذي هو العلم النبوي الموروث منهم – صلوات الله عليهم – إذا وقفت على مسألة من مسائلهم قد ذكرها فيلسوف أو متكلم أو صاحب نظر في أي علم كان ، فتقول في هذا القاءل الذي هو الصوفي المحقق : انه فيلسوف ؛ لكون الفيلسوف ذكر تلك المسألة، وقال بها واعتقدها ، وأنه نقلها منهم ، او انه لا دين له ، فإن الفيلسوف قد قال بها ، ولا دين له ، فلا تفعل يا اخي ، فهذا القول قول من لا تحصيل له ؛ إذ الفيلسوف ليس كل عمله باطلا.. ”
اتسمت جلستي مع ذلك الثنائي المبارك بمنبهات علمية ..
قبل توديعهما اسمعتهما شذرة شعرية تستاوتية في السياق :
فما علم كعين
ولا غيم كبرق
ولا غيم كبرق
ولا برق كودق ولا خرق كرفق
ولارفق كصدق
ولا وصل كجمع
ولا جمع كفرق
ولا دار كداري
ولا جار كمسق
د. عبد اللطيف شهبون