يخلد العالم اليوم، السبت 17 شتنبر، يوما عالميا لسلامة المرضى، خاصة فيما يتعلق بطرق استعمال الأدوية للوقاية من المرض أوالعمل على علاجه، مع ما قد تسببه من أضرار كبيرة في حالة إن تم خزنها أو سلمت بشكل غير مدروس، علما أن هناك مجموعة من الأخطاء المرتكبة في التداوي، نتيجة مجموعة من العوامل، منها مسألة البيئة أو الضعف في مستوى الخدمات وأداء العاملين بالصيدليات والمستشفيات والمصحات..
وهذه الأخطاء المرتكبة والمختلفة، بإمكانها أن تلحق أضرارا جسيمة قد تؤدي بالمرضى إلى التهلكة
ولايمكن بأي حال من الأحوال تجاهل جائحة “كوفيد 19” التي قد تؤدي هي الأخرى إلى استفحال مخاطر أخطاء التداوي..
لذا وبناء على هذه المعطيات، فقد تم اختيارموضوع “مأمونية الأدوية” باعتباره “اليوم العالمي لسلامة المرضى 2022” تحت عنوان، “الدواء دون أضرار”وهوالتحدي العالمي الذي عملت المنظمة العالمية للصحة على تدشينه سنة 2017، ليصبح لاحقا أحد أيام الصحة العامة العالمية سنة 2019.والغرض منه هو توجيه مجموعة من الإشارات إلى من يهمهم الأمر، منها العمل على توعية الناس ومختلف المهنيين بخطورة الموضوع وحثهم على تحقيق التضامن العالمي وكذا الدفع بالدول الأعضاء إلى العمل المتواصل، بغية تعزيز سلامة المرضى والحد من الأضراروالأخطارالمحذقة بهم، نتيجة بعض الانزلاقات في كيفية تعاملهم وتناولهم لأدوية معينة..
جرت العادة أنه خلال الاحتفال بيوم عالمي معين وخلال الأيام التي تليه، تنظم مجموعة من اللقاءات والأنشطة في جميع أنحاء العالم، تطغى فيها الخطب الرنانة، أي يسود فيها “الشفوي”، بينما تبقى الإشكاليات مطروحة وإلى إشعارآخر..
على صعيد المغرب، الموقع على مختلف الاتفاقيات الدولية وبطنجة تحديدا، يعاني المرضى كثيرا مع الأمراض التي تصيبهم، خاصة عندما نتحدث عن شريحة واسعة منهم، تشكومن الفقروالهشاشة، فهي قبل أن تخوض في مسألة التعاطي مع الأدوية قصد العلاج، بطريقة صحيحة كانت أوخاطئة، تجد نفسها، أولا، عاجزة أمام غلاء الأدوية، لاسيما المرتبطة بالأمراض المزمنة والمستعصية وبالتالي تغامرفي تناول بعض الأعشاب الطبية، طلبا للاستشفاء، سواء وفقت في ذلك أولم توفق، مادامت الوضعية المادية المتدهورة لهذه الشريحة هي التي تحدد لها خارطة الطريق، نحوأي نوع من العلاج، لاسيما أنها تجد كذلك صعوبة في الولوج إلى المستشفيات العمومية بالمدينة والتي تفتقرإلى أسرة كافية وإلى مستلزمات ومعدات وأجهزة متطورة، بإمكانها أن تعززالحفاظ على سلامة المرضى، فضلا عن بعض الممارسات السلبية التي تواجه طالبات وطالبي العلاج بمرافق الاستشفاء، من قبيل الزبونية والمحسوبية..
أما القطاع الخاص، فيكفيه أنه يزاول التجارة بالدرجة الأولى، ثم تأتي بعد ذلك “الصحة” إن قدر لها أن تأتي، وفق انطباعات العديد من المرضى الذين خضعوا للعلاج بعدة مصحات أوتعاملوا مع بعض مراكزالأشعة بطنجة..
والخلاصة، بإعادة النظرفي كل هذا، يمكن أن تبدأ “سلامة المرضى” وكل عام والمرضى ينشدون سلامتهم.
محمد إمغران