… في الأشهر الأولى من الجائحة ، كان البنغول ، هذا الثدي الصغير و المنك أيضا هما المشتبه فيهما ، كونهما وسيطان ، اللذان نجح من خلالهما “فيروس-كورونا” من تطوير الخصائص التي سمحتْ لهما بإصابة الإنسان و خصوصا البنغول ( ولا سيما DBR “أبحاث فحص الأجسام المضادة” و تحليل البوْل) .
لكن المنشور الجديد هذا قد يغير اللعبة . ربما ظهر البنغول مثل بوْثقة (على شكل تظهر فيه المواد إلى درجة عالية من الحرارة) ، إذ بوجود في هذا الحيوان “فيروسات كورونا” ، مع بحث فحص لأجسام مضادة ، إلى الاقرب ل”سارس-كوف-2″ . فالفيروسات التي وجدناها ، لم يعد تُظهر البنغول كوسيط مُحتمل ، و لكن على الأرجح ،ضحية جانبية مصابة بالخفافيش (مارك إيلوا) . فمسألة منشا “فيروس-كورونا” يبقى أصلها (ه) قائماً و مفتوحاً ، لكن يبدو على الأقل أنَّ البنغول لم يكن وسيطاً للاتهابات بالكوفيذ بين الخفافيش و الإنسان .
بعد أكثر من عام و نصف من الجائحة ، و بينما فَهْمنا للجائحة ، ينمو كل يوم ، فالسؤال يبقى مفتوحاً : ما هو أصل “كورونا-فيروس” ؟؟ هل أتى من حيوان ، عن طريق حيوان برّي ، أوْ هل ممكن أنْ يكون قد تسرَّبَ من المختبر ؟
الباحثون من “معهد باستور” جلبوا للتوّ لبنة إلى المبنى ، بعد دراسة 645 خفاش يعيشون في كهوف بلاد “اللاووس” . اكتشفوا ثلاثة سلالة من “كورونا-فيروس” قريبا جداً ، بالذين نعرفهم جيداً ، بما في ذلك ، واحد من أكثر تشابهاً ، لم يتم تحليله قط . “فيروس-كورونا” قادر على إصابتنا بالعدوى . و خاصة هذه الفيروسات القادرة على أنْ تصيب الخلايا البشرية ، مثل “السارس-كوف-2
لم يتم أبداً أي ملاحظة على قدْرة “كورونا-فيروس” الموجودة عند الخفافيش في القارة الأسيوية . هذه الأعمال قد تمَّتْ تنفيذا بالشراكة مع “معهد باستور” بدولة “اللاووس” ، و الجامعة الوطنية بها. هذه الفيروسات الثلاثة القريبة من “سارس-كوف-2” ، لديها مجال يُسمى “DBR”/أبحاث فحص أجسام مضادة / الموْجودة على البروتين “سبايك” الأمينية للأداء المهم في هذا المجال ، فلا يوجد سوى واحد أوْ اثنان اللذان يختلفان عن “سارس-كوف-2″ ، ليشرح ذلك البروفيسور”مارك إيلوا” المسؤول عن مختبر اكتشاف مسببات الأمراض ، بمعهد “باستور” ، و قد تمَّ إرسال النتائج إلى مجلة “ناتور” التي تقوم بفحصها و التحقق منها ، ثم اختارت وضعها على الخط ، من أجل إحاطة بالعلم للمجتمع العلمي .
و بعد تحديد جينوم لهؤلاء “الكورونا-فيروس” ، يقوم الباحثون إذاك بتوليف هذا البروتين “سبايك” الشهير ، مما يسمع ل”سارس-كوف-2″ أنْ تصيبنا بالعدوى . الباحثون في المختبر يؤكدون أنَّ هذا الأخير ، ينجح بشكل جيد الارتباط بالخلايا البشرية . ثم قمنا بزرع مجموعة “سبايك” على الفيروسات الكاذبة الغير الضارَّة اللآئي تمكنت من اختراق الخلايا البشرية ، ليشرح ذلك البروفيسور “مارك إينوا” . وقد تمكن الباحثون أيضاً الحفاظ و البقاء على قيد الحياة لهذه الفيروسات و التي ينبغي لأنْ تسمح لنا باختبار ، ما إذا كان لها أنْ تتسبب في الأمراض . ومن أجل هذا يُخطط الباحثون لإصابة الفئران بهذه “الكورونا-فيروس” الثلاث المُعدلة ، و الذين تلوثوا بنفس الطريقة التي تلوث بها الإنسان ، لمعرفة ما إذا كان ذلك سوف يُخضعهم للعدوى (المرض) . إنه إذا كانت “كورونا-فيروس” قادرة على إصابة البشر ، لا يُقال إنَّ بإمكانهم أنْ يؤذوا الإنسان . في الواقع “سارس-كوف-2” لها خاصيتين اثنتين مُدهشتين للغاية ، و التي لم نعثر عليهما من قبلُ أبداً ، و “كورونا-فيروس” من هذه النوْعية .
بداية في هذا المجال “DBR” أي أبحاث فحص أجسام مضادة ، مما يترتب عنه إصابة الخلايا البشرية ، و لكن ، “موْقع انشقاق الفراء” (تعديل جيني للفيروس في المختبر). خصوصية تجعل من الفيروس أكثر مُعدياً ، من خلال تحسين قدْرته على اختراق الخلايا البشرية . بدون هذه الخصائص ، من الممكن أنْ تكون “فيروسات -كورونا” المكتشفة قد تصيب الإنسان . لكن ليس بما فيه الكفاية لتسبب له المرض . مهما يكن فهذه الفيروسات ليستْ شديدة الأمراض ، فهي تنتشر و تصيب السكان الذين هم على اتصال بالخفافيش .لمنع العدوى الزائدة بواسطة “الفيروسات” المسببة الأكثر للأمراض مثل اللقاح .
يعمل الباحثون على وجه التحديد و على هذه المسارات ، إذا بهم يأملون أنْ يتمكنوا من الاختبارات المصلية للسكان القاطنين بالقرب من كهوف “اللاووس” للتحقق من هذه الفَرَضية .
فلا يزال أصل “كوفيذ-19” لغزاً : هذه الأعمال إذا تمَّ تأكيدها ، لا تجيب مباشرة على مسألة أصل “سارس-كوف- 2 ” ، و خاصة لأنَّ هذه الفيروسات لا تحتوي على موْقع “فورين” (هو بروتين سيرين) .
كيف تمكن “فيروس-كورونا” و نجح في الحصول على هذه الميزة ؟ “مارك إيلوا” يفكر في ثلاثة فرضيات : -1- إما هناك احتضان لكثير من “كورونا-فيروس” عند الخفافيش في آسيا التي لم يتم اكتشافها بعد ، -2- و إما إحدى “الكورونا-فيروس” اكتسبتْ الطفرة الصحيحة ، وهي تتحرك بهدوء و صمت عند البشر أوْ أي حيوان آخر .-3- أوْ إما الاستحواذ الذي قد يحدث في المختبر . فعادت هذه الأطروحة الأخيرة على وجه الخصوص في مقدمة المشهد و حديث الساعة ، بداية من سنة 2021م عندما طلب الباحثون من الصين السماح بتحقيقات معمَّقة و حقيقية حل أصول “كوفيذ-19” . إذ اكتشاف الباحثين يستبعدون من ناحية أخرى بعض من مجموعة القرائن ، مما يسمح لهم بالعودة إلى المختبرات المشهورة المتخصصة ف “الكورونا-فيروس”التي هي الموجودة في “يوهان” ، بؤرة وباء الجائحة . – الحجة القائلة بأنَّ “BDR” أبحاث فحص أجسام مضادة ، ل”سارس-كوف- 2″، ملائم جدا للإنسان ، و لا يمكن إنشاؤها في المختبر ، و لا يتمسك حقاً مع أعمال الباحثين ، لأنهم يروْن أنَّ “الفيروسات-كورونا” مثل “DBR” ، موْجودة عند الخفافيش في حالة طبيعية ، و إنَّ أعمال و أشغال الباحثين من ناحية أخرى لا تأتي بأي عنصر ، و فيما يتعلق بأصل موْقع “فورين” ، مهم للقوة المسببة للأمراض “سارس-كوف- 2” (إيلوا) إذ هناك حيوان البنغول و قد تمت تبرئته من خلال هذه الأعمال . في الأشهرالأولى للجائحة ، هذه الثدييات الصغيرة ، كان يُشتبه في كوْنها وسيط بين الخفافيش و الإنسان ، حيث إنَّ “كورونا-فيروس” تمكنت من تطوير خصائص استطاعت من خلالها إصابة الإنسان بالعدوى. الشركة “سانوفي” تتخلى عن مشروع لقاح الحمض الريبي المرسال الرائدة في سوق الأدوية . و قد تواصل الشركة من ناحية أخرى تطوير لقاح آخر .- المختبر “سانوفي” لن يذهب إلى المرحلة الثالثة (السريرية) ، ضد “الكوفيذ” ، مع الاستمرار في تطوير لقاحه الآخر ضد “الفيروس-كورونا” ، و أنْ تكون آخر مرحلة قبل التسويق .
بالرغم من النتائج الوسيطة الإيجابية للمرحلة الأولى و الثانية لتجربة لقاح الحمض الريبي المرسال ، و تعتبر أنَّ هذا الأخير سوف يصل متأخرأ جداً إلى الاسواق ، بينما اثنى عشر مليار جرْعة للقاح ضد “الكوفيذ” قد يتم أنتاجها (ه) في المجموع بحلول نهاية العام .
نتائج المرحلة الثالثة على لقاح آخر على أساس البروتين المؤلف التي تطورتْ مع “KSG”البريطاني(واحدة من عشر شركات الأدوية العالمية العملاقة)و لا تزال متوقعة قبل نهاية 2021م .
استجابة مناعية مثيرة للاهتمام : البيانات بالأحرُف الأولى للتجربة أديرت على تكنلوجيا الحمض الريبي المرسال ، و يظهر الانفلات المصلي ، بمعنى إنتاج الأجسام المضادة عند 91% إلى 100% ، للمشتركين ، أسبوعيْن بعد الحقنة الثانية ، تقول “سانوفي” .فيتم التحقق من هذه النتائج الإيجابية مع الجرعات الثلاث التي تمَّ اختبارها . علاوة على ذلك لا توجد آثار جانبية تمت ملاحظتها ، و ملف تعريف السلامة قابل للمقاومة مع لقاحات أخرى “كوفيذ-19” للحمض الريبي المرسال ، مثل التي طورتها مشاركة ثنائية “الألماني-الأمريكي” ، “فايزر-بيوتكنولوجي” و”موديرنا” .
بهذه التكنولوجيا أراد المختبر تقييم القدْرة لاستنباط استجابة مناعية ، “لكن هذه قوية ” ، يعلق على ذلك “توماس ترييونف” ، لوكالة “فرانس بريس” ، وهو نائب رئيس فرع اللقاح “سانوفي” ، التي تعمل منذ مارس 2020م ، مع “ترانسلات بيو” على هذا اللقاح ، و حتى إنها استردت بداية شهر غشت “بيوتيكنولوجي” هذه بحواليْ 27مليار يورو . لكن التأخير طويلا جداً ، و مع ذلك ليست الحاجة إلى ابتكار لقاح جديد ضد “كوفيذ-19” ، من خلال الحمض الريبي المرسال (لوباء قادم) ، على أساس تزويد فرنسا و أوروبا بترسانة لقاحات للحمض الريبي المرسال لجائحة قادمة و “لأمراض جديدة ” ، يُضيف “توماس ترييونف” . و البالتالي “سانوفي” لن تطور المرحلة الثالثة لهذا اللقاح ، لأنه ليس هناك حاجة للصحة العامة لأخذ لقاح آخر من خلال الحمض الريبي المرسال (توماس ترييونف) ..
عبد المجيد الإدريسي.