عقد عبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بمقر هذا الأخير لقاءين تواصليين مع جمعيات المجتمع المدني، الأول: يوم الثلاثاء 4 ماي 2021 ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال حضره ممثلو الجمعيات الثقافية، والثاني: يوم الأربعاء 5 ماي 2021 ابتداء من الساعة الثانية بعد الزوال حضره ممثلو الجمعيات الرياضية.
وحسب البلاغ الذي أصدرته مديرية شؤون الرئاسة والمجلس التابعة لإقليم شفشاون، فإن هذين اللقاءين يندرجان في إطار سياسة القرب وتفعيلا لاستراتجية العمل التشاركي وتجسيدا لثقافة الحوار البناء، كما يأتيان في سياق خاص يتمثل في قيام جهات معادية للتجربة التشاركية الناجحة والرائدة التي أرساها المجلس الإقليمي لشفشاون وما رسمته من أهداف تنموية نبيلة وما حققته، ثقافيا وفنيا ورياضيا واجتماعيا إلخ من إنجازات ونتائج ملموسة على أرض الواقع بشراكة وتعاون مع جمعيات المجتمع المدني بمختلف حساسياته و تعدد مجالات عمله، بترويج أخبار زائفة ومغالطات حول مسألة الدعم المقدم لهذه الجمعيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخلفية استغلال سياسوي للموضوع.
وأشار البلاغ إلى الظرف الاستثنائي العصيب الذي تعيشه بلادنا بسبب جائحة كورونا، والذي كان له تأثير بشكل خاص على حركية المجلس و برامجه وأنشطته وأولوياته، كما كان له انعكاسات بشكل عام على مختلف القطاعات على الصعيدين المحلي والوطني، مما تطلب من المجلس، بكل افتخار واعتزاز، العمل يدا في يد مع السلطات العمومية و مختلف القطاعات والمؤسسات؛ بتجنيد إمكانياته والمساهمة بوسائله المادية والبشرية، وتخصيص اعتمادات مالية مهمة لمجابهة هذه الجائحة وحماية بلادنا الغالية من تداعياتها السلبية.
ومن جانب آخر، ذكر البلاغ بجو النقاش المفتوح والحوار البناء الذي ساد في هذين اللقاءين، حيث عبر المتدخلون عن الانشغالات والانتظارات من جهة وتناولوا المشاكل والمعيقات التي يعاني منها النسيج الجمعوي والتحديات من جهة أخرى. و على إثر ذلك، يشير البلاغ، تم اقتراح إحداث لجنة لتتبع الملفات العالقة وعلى رأسها الملفان الأساسيان المتعلقان بضرورة إحداث مديريتين إقليمتين للثقافة والسياحة؛ إذ لا يعقل، كما أكد ذلك رئيس المجلس الإقليمي عبدالرحيم بوعزة، أن لا يتوفر الإقليم على هاتين التمثيليتين لقطاعين حيويين؛ وهو مجال ترابي يزخر بموارد ثقافية مادية وغير مادية غنية وبقامات ثقافية وفنية وبكفاءات في مختلف المجالات ذات الصلة، كما يعد وجهة مشهود لها جهويا ووطنيا وكذا عالميا على مستوى السياحة الداخلية والخارجية. وأكد البلاغ في هذا الصدد على الاستعداد الذي عبر عنه عبدالرحيم بوعزة للترافع لدى الجهات المختصة حتى تحقيق هذا المسعى.
هذا وقد أخبر البلاغ بأنه قد أثيرت، بالمناسبة، مسألة الدعم الاستثنائي التي استفادت منه الجمعيات الرياضية التي تحتضن فرق كرة القدم، والتي جاءت كاجتهاد ذاتي من المجلس الإقليمي لمساعدة هذه الفرق على استكمال مبارياتها والوفاء بالتزاماتها، وهي المبادرة التي وجب التنويه بها وتثمينها والسير على منوالها ومواصلتها باجتهادات أخرى مطلوبة في الظرف الراهن، يوضح البلاغ، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بدل الترصد لها ولكل عمل ناجح يخدم مصلحة السكان، وخاصة ذلك الذي غايته تأطير الشباب وتأهيله وتقوية قدراته و الوقاية من سقوطه في الانحراف بشتى مظاهره.
ونوه البلاغ بتعهد عبدالرحيم بوعزة رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بعرض ملتمس الدعم الذي تقدمت به بعض الجمعيات على المجلس من أجل الدراسة و القيام، في حدود الممكن، بما يلزم في إطار احترام التوجيهات الحكومية ذات الصلة، مشيرا في هذا الصدد إلى دورية وزير الداخلية المتعلقة بالتدبير الأمثل لنفقات الجماعات الترابية…
وأكد البلاغ في خاتمته على ضرورة العمل والاجتهاد الجماعي بهدف المحافظة على مكانة إقليم شفشاون حاضرا ومستقبلا، وكذا صيانة إرثه الإنساني الغني و قيمته الرمزية الضاربة في عمق التاريخ، و بالتالي، وارتباطا بذلك، التشجيع على إعمال الذكاء الجماعي واستثماره عبر إشاعة قيم الحوار الهادف والنقد البناء بدل الانسياق مع صناعة التفاهة وإنتاج والإسفاف.