حوار مع عثمان نجاري مدير الأخبار بقناة ميدي 1 تيفي
س1 ـ كيف تلقيت لأول مرة فكرة نشوء هذا الوباء الذي بدأ يكتسح العالم ويشل حركيته؟
منذ ظهور الوباء في ووهان الصينية في دجنبر المنصرم، كان الجميع يشاوره الشك بشأن إمكانية وصوله بالسرعة التي عشناها، وصوله إلى أوربا القريبة من المغرب.
لكن ما أن وصل إلى القارة العجوز حتى أصبحت، كغيري من المغاربة، متيقنا بأنه داخل لا محالة إلى المغرب، وهذا كان، حيث اكتشفت الحالة الأولى في الثاني من مارس 2020.
صراحة، في الأيام الأولى للشدة، كنت دائما أستحضر أوبئة أخرى، ظهرت تاريخيا في عدد من مناطق العالم. فكلنا قرأنا مثلا عن الإنفلونزا الإسبانية في بداية القرن الماضي، وبالضبط في 1918، حين كانت أروبا تنفض عنها غبار الحرب العالمية الأولى، ويقال أن نحو نصف سكان العالم أنداك أصيبوا بهذا الزكام. وكنت مع نفسي أقول في بداية كورونا إن العلم والطب تطورا بشكل سيمكن سريعا من اكتشاف اللقاح، لكن الظن خاب، ومازال البحث متواصلا عن الحل الذي قد يأتي وقد لا يأتي.
س2 ـ كيف تفاعلت بعدها مع التسارع الشديد لانتشاره في أرجاء العالم؟
كان لابد في البداية من استيعاب الجائحة / الظاهرة، وكان لا بد من الاستعداد بسيكولوجيا لتصديق الوضع الجديد الذي يواجهه كل مواطن في العالم، وعدم الاستسلام.
صراحة أحسسنا بإحباط لما قالت أنجيلا ميركل إن 60 إلى 70 في المائة من الألمان سيصابون بالداء، ولما قال بوريس جونسون إن على البريطانيين الاستعداد لتوديع أحبائهم وأقربائهم
وبالتالي كان من اللازم تقبل سياسات العزل الاجتماعي والانخراط الملتزم في إجراءات الوقاية والسلامة وتقبل الابتعاد الجسدي عن الآخر.
أما في البيت فكان التمرين النفسي والجسدي يوميا بعد قرار مع إغلاق المدراس وإغلاق المتاجر في الساعات الأولى من المساء.
س3 ـ ما هي طقوسك التفصيلية بالحجر الصحي داخل البيت ، وهل قلب ذلك نظام عاداتك؟ وهل اختلقت وسائل بديلة للتواصل مع الناس؟
من حسنات الحجر الصحي تمكيني لأول مرة من قضاء أوقات أطول في البيت، حيث أصبحت المساحات الزمنية والمكانية أكثر شساعة.
أصبحت أوقات الأكل منتظمة وممتلئة بالكلام وتبادل الآراء.
أصبح الوقت متاحا للقراءة، وخاصة لإعادة قراءة كتب ظلت مختفية في الدواليب.
أما بالنسبة للتواصل وككل الناس، وخلافا لتجارب القرون الماضية، الهواتف بكل أنواعها خففت من وطأة الابتعاد الجسدي للأفراد والجماعات.
س4 ـ ما هي أجواء وإجراءات الاحتراز التي حاصرت بها نفسك داخل العمل؟
الإجراءات الاحترازية في العمل صارمة، تم فرض ارتداء الكمامات على كل العاملين في المؤسسة، وتم توفير معقمات يدوية في كل الممرات، وبالتالي فإن ظروف السلامة جيدة بل وصارمة.
س5 ـ كيف تتعاطى مع التطورات الإيجابية التي واجهت بها بلادنا هذا الوباء؟
في المجمل، أتعاطى إيجابيا مع هذه التطورات، وإن كانت هناك بين الفينة والأخرى انتكاسات راجعة إلى بؤر تخيفنا وتردنا إلى الوراء.
لكن عموما الأرقام في تراجع، والمطلوب الآن من الحكومة المساعدة بفعالية في إعادة تدوير عجلة الاقتصاد الاجتماعي على الخصوص.
س6 ـ نحن على بعد أيام من رفع الحجر، هل ترى أن الظروف اكتملت لرفعه، وما هي رؤيتك لكيفية التعاطي مع العودة إلى الحياة؟
لابد برأيي من رفع الحجر ولو تدريجيا في العاشر من يونيو. والظروف لرفع الحجر وإن لم تكتمل بعد 100 في المائة فلا بد من التعايش مع ما تبقى من الجائحة. وعلى المغاربة أن يبقوا حذرين ويقظين، عن طريق مواصلة الالتزام بالنصائح الصحية، ومواصلة الالتزام بالعادات السليمة التي تعلمناها في أوج الجائحة، خاصة التباعد الجسدي والالتزام بالكمامات في المناطق المزدحمة.
س7 ـ “ميدي1تيفي” ظلت في الواجهة الأمامية لمواجهة هذا الوباء عن طريق المتابعة اليومية وأحيانا الميدانية وتخصيص برمجة جديدة ، مع ما يقتضيه ذلك من مخاطرة حقيقية بالحياة، ما هي رسالتك إلى نساء ورجال الإعلام بخصوص الدور البطولي الذي قاموا به؟
من حسنات الجائحة، حدوث نوع من المصالحة بين المغاربة وإعلامهم الجاد، من تلفزيون وإذاعة وصحافة ورقية وإلكترونية، ونبذهم لمصادر الأخبار الزائفة والكاذبة، لذا علينا كإعلاميين أولا مواصلة البحث عن الخبر الصحيح المفيد، وثانيا التعامل مع الخبر بمهنية وحرفية، وخاصة احترام ذكاء المتلقي.