هذه وقفة خاطفة مع البيت الثالث من منفرجة ابن النحوي :
وسحاب الخير له مطـر فاذا جاء الابان تجــي
في اللغة والاصطلاح
السحاب : هو الغيم..
الخير:هو كل حسن لذاته ، أولما يحققه من نفع وسعادة ، ويستعمل لفظ خير استعمال اسم التفضيل.
ومن معانيه في كتاب الله العزيز :
• طمع في حصول شيء محبوب
• أوتوقع وانتظارحصوله
• أوخشية من الله ؛ مصداقا لقوله تعالى : ” فمن كان يرجو لقاء ربه ، فليعمل عملا صالحا ، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ”
وحدد الكفوي في كتابه الكليات ما يناهزعشرين معنى سياقيا للفظ الخير، استقرأها في القرآن الكريم ، وردت بصيغ صرفية :
ـ فعل مضارع
ـ فعل أمر
ـ اسم مفعول
ومن هذه المعاني : النافع ، الصلاح ، الايمان ، الأجر..
ودلالة الخيرعند الصوفية هوالوجود بذاته ؛ لكونه صادرا من الحق سبحانه..
وسمي سحاب الخير لما ينشأ عنه من خيور غير منحصرة..
وسحاب الخير هو لطف الله الكبير
• المطر: الماء النازل من السحاب
• الابان : الوقت ، وابان الشيء أوانه
• تجي : تأتي ، وضمير تجي يعود للسحاب
في التوجيه القرآني والحديثي :
أ ـ للبلايا والأسقام مواقيت وأعمار..
قال تعالى :
” فاذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ” ؛ فمتى حان الوقت المقدر لا يتأخر عنهم ولا يتقدم..
ب ـ وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” أنا عند ظن عبدي بي ” ؛ وهل ثمة خصلة فوق خصلة حسن الظن بالله ؟
وفي كتاب التنوير في اسقاط التدبير:
“..اعلم أن للبلايا والأسقام أعمارا ؛ فكما لا يموت حيوان الا عند انقضاء عمره ؛ كذلك لا تفنى بلية حتى ينقضي ميقاتها..”
في مسلك التربية الصوفية
• في بيت ابن النحوي اشارة الى مقام الرجاء الذي هو أحد مقامات اليقين ؛وهو ارتياح القلب لانتظار ما هو محبوب عنده ؛ كما يفسر لسان الدين ابن الخطيب في روضة التعريف بالحب الشريف..