جمعية تطاون أسمير ومنظمة المجتمع الوطني الدولية لقيم المواطنة والحوار ينظمان تظاهرة كبرى في إطار برنامج تطوان عاصمة المجتمع المدينة لسنة 2022.
هذا مجرد لقب شرفي وظف لانطلاقة مجموعة من الأنشطة الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية للتعريف بتطوان. تشارك في هذه الأنشطة عدة جمعيات وفعاليات بهذه المدينة. وقد رحبت بعض الجهات الرسمية بالمدينة بهذا المشروع ودعمته. نرجو أن نجني منه فوائد لمدينتنا.. نشرت عدة مقالات حول هذه التظاهرة التي ستنطلق أعمالها يوم 9 – 10- 11 يونيو لتستمر إلى نهاية السنة الجارية.
من الطبيعي أن تختلف الآراء حول هذه التظاهرة، لذلك رأيتني -بصفتي أحد أعضاء اللجنة المنظمة ونائبا للرئيس المنتدب وأحد مثقفي المدينة- ملزما بالتعبير عن رأيي حول تطور فكرة تطوان عاصمة المجتمع المدني ونقلها إلى حيز الوجود.
أولا:
يعود قبول المكتب التنفيذي لجمعية تطاون أسمير الدعوة التي وجهتها مشاركة مؤسسة المجتمع المدني إلى جمعيتنا لتنظيم هذه التظاهرة الكبرى.
ليست هذه أول مبادرة تقوم بها مؤسسة المجتمع المدني بالمغرب، بل نظمت تظاهرة مماثلة في وجدة عندما أعلن عن هذه المدينة عاصمة المجتمع المدينة لسنة 2018، ثم نظمت تظاهرة مماثلة في تارودانت ثم بعدها الإعلان عن هذه المدينة عاصمة المجتمع المدني سنة 2019. وقد اختارت هذه المؤسسة مدينة تطوان لتكون عاصمة المجتمع المدني لسنة 2020، ولكن لم يتحقق ذلك بسبب انتشار كورونا، لذلك تقرر تنظيم هذه التظاهرة بتطوان خلال السنة الجارية. فصاحبة المشروع هي منظمة المجتمع الوطني الدولية لقيم المواطنة والحوارالتي يترأسها الدكتور مصطفى الزباخ والتي تضم ضمن أعضائها مثقفين مغاربة أمثال الدكتور رشيد البقالي من تطوان علاوة على أطر عليا من جميع انحاء المغرب. يتعلق الأمر إذن بمؤسسة وطنية تبنت مشروعا يضم عددا من المدن عبر جميع أنحاء التراب الوطني. وتم اختيار مدينة سلا عاصمة المجتمع المدني لسنة 2023.
إن منظمة المجتمع الوطني الدولية لقيم المواطنة والحوار هي صاحبة الفكرة وهي صاحبة المبادرة وهي صاحبة الإنجاز بشراكة مع إحدى الجمعيات الكبرى في كل مدينة. وبطبيعة الحال، إن إنجاز المشروع سيكون بإشراك عدة جمعيات بالمدينة وبعدة مؤسسات داخل المدينة وخارجها.
فيما يخص اختيار جمعية تطاون أسمير، فإن الذين يتساءلون عن سبب اختيارها للإشراف على هذا المشروع، فمما لاشك فيه أن أعضاء لجنة مؤسسة المجتمع المدني درسوا إنجازات هذه الجمعية خلال ربع قرن قبل اتخاذهم هذا القرار، ولذلك قبلت الجمعية هذا التشريف، خصوصا وأن المبادرة جاءت من مؤسسة وطنية أنجزت مشروعا ناجحا في وجدة وفي تارودانت وسينجح إن شاء الله في مدن أخرى كسلا وغيرها.
أعلنت جمعية تطاون أسمير أن إشرافها على هذا المشروع لا يعني انفرادها بالعمل، بل عقدت لقاءا مع عدد من الجمعيات بالمدينة بمقر الجمعية ، وعرف استجابة عدد من الجمعيات التي أعلبت استعدادها للمشاركة في الأنشطة خلال ما تبقى من السنة، كما ترحب الجمعية بمبادرة جمعيات أخرى. فالباب مفتوح أممامهم. نشرت هذه الدعوة في بلاغ أصدرته الجمعية ولقد كان موقف جمعيتنا دائما موقف الترحيب بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أخرى محليا ووطنيا ودوليا. وأما انخراط الأطراف الأخرى فهو موضوع أخر. أول هذه الأطراف جمعيات مدينة تطوان وضواحيها. انعقد اجتماع في مقر جمعية تطاون أسمير مع جمعيات متعددة سوف يشارك أعضاؤها في التظاهرة خلال ما بقي من سنة 2022 من يونيو إلى دجنبر 2022. منها جمعيات ثقافية وفنية واجتماعية ورياضية في مدينة تطوان وكذلك جمعيات ضواحي المدينة تعلق الأمر بأحياء جبل درسة أو جبل غرغيز.
ستحضر معنا أكبر جمعيات المدينة في المجالات المذكورة أعلاه كجمعية حنان والجمعية الخيرية وجمعية أولادنا الخ… ولقد أطلقنا نداء لجميع الجمعيات بالمدينة لتتصل التي ترغب في المشاركة لتتصل بالجمعية .
إننا في جمعية تطاون أسمير نحب الصراحة ولذلك نعترف بأن أول من اقترح على منظمة المجتمع الوطني الدولية لقيم المواطنة والحوار أن تكون تطوان عاصمة المجتمع المدني هو الدكتور محمد إدعمر بصفته عمدة المدينة، وكذلك السيد محمد السفياني وذلك بتارودانت إلا أن مؤسسة المجتمع المدني فضلت أن يكون التنظيم مع جمعية تطاون أسمير، نظرا للصدى المحلي والوطني والدولي الذي تحظى به منذ تأسيسها سنة 1995. وشرفت المدينة في تظاهرات عديدة. إن مؤسسة المجتمع المدينة هي التي اتخذت قرار إشراك جمعية تطاون أسمير وما علينا في هذه الجمعية إلا أن نرحب بهذه المبادرة وأن نشكرها عليها باسمنا وباسم المدينة التي سيتم تشريفها وندعو جميع فعاليات المدينة للانضمام إلى هذه المبادرة لإنجاح المشروع.
وفيما يخص دور المؤسسات الترابية في دعم مبادرة مؤسسة المجتمع المدني وجمعية تطاون في تنظيم هذه التظاهرة فلا يعود إلى أنهارها وجبالها وشواطئها، بل يعود أساسا إلى مكونها الثقافي وتحديدا إلى مدينتها العتيقة وإلى نخبتها المثقفة. لقد تم تصنيف مدينة تطوان اراثا عالميا سنة 1997 عندما قدم الملف مندوب الثقافة آنذاك المهندس محمد حافظ الزواقي، ولكن وفد جمعية تطاون أسمير الذي كنت أحمد أعضائه وهو الذي رافق وفد منظمة اليونسكو واستقبله بذار الطريس. وعندما أعلن صاحب الجلالة عن انطلاقة أشغال المشروع الملكي لترميم مدينة تطوان (2014-2011 ) في دجنبر 2011. استقبله وفد الجمعية مكون من 10 أعضاء كما حصل لي الشرف لأقدم لجلالته نبذة عن تاريخ تطوةان بساحة الغرلاسة الكبيرة قبل أن يقدم له المهندس طه الحسوني الجانب التقني للمشروع. وعندما حصل لي شرف الحصول على وسام العرش بدرجة ضابط للمرة الثانية، تم تقديمي كحبير في ترميم مدينة تطوان العتيقة. واستقبال وفد يمثل جمعية تطاون أسمير عندما دشن جلالته مركز الطريس الثقافي وقدمنا له القرص المدمج حول المدينة العتيقة وكذلك بعض منشورات الجمعية حول تطوان. للتذكير فلقد نشرت هذه الجمعية أكثر من 200 عنوان للكتب العربية والفرنسية والإسبانية حول تطوان. لقد قرر ابن بسام الشنتريني في بداية القرن السادس الهجري أن يحفظ ما أنجزه الشعراء الأندلسيين من قصائد فألف كتابه الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة في 8 أجزاء، حفظا لهذا التراث من الضياع.
ولا أعتقد أن نسيان ما أنجزته جمعية تطاون أسمير ممكن لأننا نصدر نشرة ثلاثة أو أربعة مرات في السنة تضم أخبار أنشطتنا الثقافية والاجتماعية والفنية والرياضية منذ تأسيس الجمعية في يناير 2022.
نعم إن هؤلاء الشيوخ من العقلاء وشبابها يشتغلون بدون انقطاع منذ 25 سنة للتعريف بتراث المدينة وحمايته.
لا أريد أن أذكر جميع الندوات الدولية والتظاهرات الثقافية والفنية التي نظمتها جمعية تطاون أسمير، فهل يجوز لأحد أن يتساءل عن استحقاق هذه الجمعية الإشراف على مشروع تطوان عاصمة المجتمع المدينة؟
لم ينحصر صدى الجمعية في النطاق المحلي الضيق ومن أسباب ذلك أعضائنا الذين يتقنون عدة لغات. شخصيا كان بإمكاني أن أكتب هذه المقالة بالعربية أو بالإسبانية أو الإنجليزية التي درست بها من روض الأطفال إلى الدكتوراه التي حصلت عليها من جامعة إدنبره البريطانية سنة 1978 أو الأمانية تعلمها هذا العجوز بعد تجاوزه سن الستين. فمن يتجرأ بالطعن فينا؟.
إننا نتوفر على صحفيين ممتازين تربطني ببعظهم صداقة واحترام أذكر منهم السادة المريني والودغيري والسيدة فنة العلوي. ولذلك أدعوهم جميعا للعمل على إنجاح هذه التظاهرة دفاعا عن جمعية تطاون أسمير بل دفاعا عن المدينة التي تم تأسيس هذه الجمعية للدفاع عنها.
وأخيرا، إن المجال مفتوح لجميع الجمعيات لاتخاذ مثل هذه المبادرة فمرحبا بها.
نشكر ممثلي مؤسسات الترب المحلي على دعمها ومشاركتها في انطلاقة هذا المشروع.
د. امحمد بن عبود