الأمثال مرآة صادقة لحضارة الشعب وضروب تفكيره، ومناحي فلسفته ومثله الأخلاقية والاجتماعية، ولذلك قيل في المثل الإنجليزي: (المثل صوت الشعب)، نكتشف من خلاله العبقرية والفطنة والروح في أمثال الأمة، ولا شيء ينبئنا بروح الشعب أكثر من أمثاله، لكونها صفوة الكلام ورأس القول إنما هو حكم الشعوب وأمثالها، وزبدة أقوالها.
ومن مصادر الأمثال التجربة الإنسانية ذاتها، حيث تتصدى الأمثال لرصد مفارقات الحياة اليومية وأحداثهامستخدمة أسلوب الزجر أو التقرير، أو التساؤل.
إن الأمثال تعكس نمط تفكير هذا المجتمع أو ذاك وطريقتة في تقويم أمر، لأنها ثمار ومنارات..
ومن هنا تنبع الوظيفة التربوية للأمثال خلاصة تجربة إنسانية تساهم في تهذيب الأجيال وتقويم الأخلاق وإرشاد الناس إلى الطريق المستقيم؛ ورُب مثل يفعل في النفس ما تعجز عنه محاضرات في الأخلاق والمثل العليا وما يقصُر عنه كتاب خاص في التهذيب الاجتماعي والتوعية الأخلاقية، ولذلك قيل : المثل ما قال شيئاً كذباً، و في المثل الإنجليزي: المثل صوت الحق وحكمة الشارع.
تحبل الأمثال الحسانية بهذه الموضوعة مؤكدة على العمل الذي تقوم به التربية في تقويم الأفراد وتكوين مجتمع الأخلاق والفضائل..
2 – : «أَرَڭَاج ڭَطّاع سَوْم رَاسُو» :
ومعناه أن الشخص هو الذي يحدد قيمته ومكانته الإجتماعية، فإن كان يتميز بقيم حسنة فالكل سيحترمه وإن كان العكس فلن يكون محطَّ احترام.
3 –: «لْكْلاَمْ مْن بْعِيد صَكَّ» :
يضرب هذا المثل للحث على آداب المعاملة والتعامل وعدم التحدث مع الآخر وهو بعيد بل العكس.
4 –: «أللّي شْهُودُو مِيَّة مَا ذَمُّوه أَثْنَيْن» : يعني هذا المثل أن صاحب الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة يبقى إنسان معروف حتى ولو أتى شاهد بغير ذلك في حقه.
5 –: «لْمَعْرُوف لْبَاسُو مَا إهْمْ عْرَاه» : معناه أن الإنسان الخلوق، المعروف بخصاله لا يكترث الآخر إن أتاه أحد وبدأ يذمه لأنه أصلا معروف وبالتالي لا مبالاة لقول الآخر.
6 –: «الطَّبْعْ خَيْر منْ لَصْلْ»: بمعنى أن الأدب أفضل بكثير من الأصل، ويُستعمل للدلالة على ضرورة اكتساب الأدب والتحلي بالأخلاق الفاضلة، لأنها تُغني الفرد عن نسبه إن كان وضيعاً أو أصيلاً وفي هذا تقاطع مع قول الشاعر:
كُن ابْنَ مَنْ شِئتَ واكْتَسِب أَدَباً يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
د. عبد الله عيلا ـ الداخلة