خَصصت مجلة “سلسلة تراث وفنون الجنوب المغربي” عددها الثاني للتعريف بالتراث الثقافي اليهودي بالجنوب المغربي. المجلة حديثة الصدور، والتي تديرها الأكاديمية رتيبة ركلمة، عالجت في عددها الأخير قضايا تراثية حول العنصر اليهودي المغربي تمتد من العصور القديمة إلى الراهن. من أبرز ما تضمنته المجلة دراسة حول الموروث الثقافي المادي لليهود بالجنوب المغربي لباحثين شقيقين محمد والحسين لزهر، خلصا فيها إلى ضرورة “تثمين هذا التراث والمحافظة عليه والعمل على استدامته عبر مقترح السياحة الثقافية خاصة تلك المتعلقة بـ”سياحة الجذور roots tourism “. الباحثة سميرة غيلان سلطت الضوء في دراستها على دور التراث اليهودي في إنعاش السياحة الثقافية بالجنوب المغربي من خلال الزيارات التي يقوم بها اليهود لبعض الأضرحة وعقد مجموعة من المواسم الدينية والهيلولة مثل هيلولة الربي داوود بن باروخ بتارودانت . بدوره عالج الباحث عمر لمغيبشي، يهود سجلماسة ودورهم التجاري وإشعاعهم الديني والثقافي في الفترة الممتدة من سنة 757م إلى سنة 1393م، لافتا الانتباه إلى الأهمية التي تكتسيها هذه المدينة ودورها الريادي في تجارة القوافل وسك النقود، وكشف عن احتفاظ منطقتها بمجموعة من المباني التاريخية المنسوبة لليهود مثل قصر موشقلال، وقصر بني موسي، وملاح قصر السوق. وبخصوص انتشار التراث العبري بواحات حوض درعة، تمحورت دراسة الباحث حميد عبد الإله، حول مجموعة من الشواهد المادية واللامادية لهذا الموروث بكل من ملاحات درعة العليا والوسطى والسفلى. بينما اشتغلت الباحثة سهام بلغيتي علوي على دراسة الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية ليهود درعة من خلال معالجتها لدورهم في تطوير مختلف المهن والحرف والتجارة، زيادة على امتلاك الأراضي، وهو مالم يكن معروفا عنهم بمناطق أخرى من البلاد. لا يستقيم الحديث عن يهود الجنوب المغربي دون ذكر إفران الأطلس الصغير الذي يعد ملاحه، أحد أقدم المراكز اليهودية بالمغرب، في هذا الإطار، اشتغل الباحث الحسن تيكبدار على القضايا المتعلقة بالتراث الاجتماعي اليهودي كالزفاف والميلاد والختان والطلاق وكذا الموروث اللامادي. تكلفت مديرة المجلة الباحثة رتيبة ركلمة، بدراسة الخصائص المعمارية والمجالية والهندسية، من خلال تقديم نموذج لبعض الملاحات القروية بإقليم تيزنيت. المجلة المذكورة خصصت عددها الأول لقضايا تتعلق بفنون وتراث الجنوب المغربي، سيما ما يرتبط بالنقوش الصخرية بجهة كلميم واد نون وبدرعة تافيلالت والعقود والوثائق العدلية وفنون الصحراء المغربية والشعر الحساني والقصبات العلوية.