تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة) العلامة الأديب قاضي مدينة العرائش سيدي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف البشير أفيلال.
-35-
[من قاضي العرائش العلامة الفقيه أحمد بن يوسف الفاسي، إلى صديقه الشريف الأديب العلامة سيدي البشير أفيلال، يطمئنّ عليه، ويبثّ إليه شكواه ممّا ألمّ به]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا ومحلّ أخينا، الشريف العلاّمة الأفضل، الأديب الخيّر النّبيه الأكمل، سلالة المجد والشّرف والكرم الكبير، مولاي البشير أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام على أخوّتك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فساعته قد وافانا كتابك الأعزّ، أفادنا سلامتكم وعافيتكم، أدامهما المولى علينا وعليكم، وحمدنا الله، وعلى ذلك وجميع ما شرحته صرنا منه على بال.
أمّا استراحة سيّدنا أخيك الطّالب سيدي الحاج عبد السلام بعد سلامنا عليه، فالحمد لله على ذلك، زاده الله عافية واستراحة وصحّة، ولا أرانا في جمعكم باساً، بجاه من له الجاه. ولا تسأل عما خامرنا من الفرح والسّرور بوصول خبر استراحته، نحن وجميع العائلة بعد سلام الجميع عليك، ولا تسأل أيّها الأخ عمّا مرّ علينا من الأهوال بمثل هذه الأمراض، حتّى إذا رأيتني لم تعقلني بكثرة المحن التي رأيتها في هذه الشّهور، نطلب الله السلامة لنا ولكم ولجميع المسلمين.
وأمّا النّجل بعد سلامه عليكم، فلازلت أرتكب السّياسة مع والدته، لأنّها إلى الآن ما أذعنت للسّفر، وحين يقع الفرج بحول الله نطير لسيادتكم الإعلام بيوم وصولي، وهو معي لثغر طنجة بقصد العمليّة،…نطلب الله السلامة والعاقبة المحمودة.
وأمّا الصّواني فطب نفساً من جهتهم، فمع أوّل وارد عليكم يصلونكم، وكذلك الحزام والمنطقة، والأمور كلّها بمشيئة الله وإرادته، نطلب الله السلامة، في الظّعن والإقامة.
مسلّماً على أختك الشريفة أهل الدار، والبنيّتين، والكلّ بخير وعلى خير، والكلّ يسلّم على سيّدتنا الوالدة، واطلب لنا منها صالح الأدعية، كما نسلّم على أبناء عمّكم، والوزير والإخوة والأحباب والأصحاب والأصهار، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام. في 2 قعدة عام 1350.
أحمد بن يوسف لطف الله به
وسلّم منّا على أخيك العلامة سيدي الحاج محمد وعلى أنجاله.
صحّ به عن قلق.
-36-
[من قاضي العرائش العلامة الفقيه أحمد بن يوسف الفاسي، إلى صديقه الشريف الأديب العلامة سيدي البشير أفيلال، يطمئنّ عليه، ويخبره فيها بإنجاز ما أوصاه عليه من أغراض]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا ومحلّ أخينا، الشريف العلامة الأفضل، الأديب النّابغة الأكمل، مولاي البشير أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام على أخوّتك ورحمة الله، عن خير سيّدنا دام علاه.
وبعد، فلا زائد على ما وجّهنا لك من…الثوب، وأخبرناك به من أنّني اشتريت ازلافتين الرّايض، …حيث عثرت عليهما وخشيت أن يفوتا بيعهما للغير، كما أخبرتك بأنّني بحثت عن كؤوس البلور، ووجدت أرفهما بـ 22.50 فرنك لكل واحد، واستعظمت ذلك، وأخبرتك بذلك لتأمرني بالشّراء أو نتأخر عن ذلك، حيث إنّني جعلت مع ربّهم أن نكتب لك ويأتيني الجواب، وها أنا في انتظاره.
وأمّا مضمّتك ومضمّة أخيك العلامة سيدي الحاج محمد، فقد حزتهما وهما تحت يدي، ننظر مع من نرسل لك ذلك، كما حزت بلغتك وبلغة أخيك من عند صانعهما، وحيث كان إرسال ذلك ممنوعاً لحضرتكم من قبل خليفتكم، تعسّر إرسال ذلك، ولعلّه في الجمعة القابلة نرسلهم خفية بحول الله وقوّته، فكن على بال ممّن يأتي لك بهم، فلتحز ذلك خفية من الناس، ولا تفش سرّه لأحد، لأنّه خشي على نفسه، نطلب الله السلامة للجميع.
وأمّا الصّحنان، فلازلت أنتظر الأكبر، وها أنا جادّ في البحث عليهما، وإن كان الصّغير مثل ما هو عندك موجود، والحاصل؛ طيّر لي الإعلام ليظهر لي ما نقدم عليه فيما ذكر عاجلاً، ويصلك طيّه كتاب في شأن طلب العوض في بلادنا بثغر العرائش، فنحبّك أن تدفعه لأخيك العلاّمة بعد سلامنا ليرسله رسمياً وفق ما وعدني به.
مسلّماً على سيّدنا أخيك سيدي الحاج عبد السلام، وعلى ابني عمّيك الخيّرين العلامتين، سيدي علال وسيدي الحسن، وعلى جميع من ضمّه مجلسكم السعيد، وعلى سيّدتنا الوالدة، وباقي الأحبّة، ومن هنا الأهل على جميع الأهل، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام. في 24 جمادى الثانية 1353هـ.
أحمد الفاسي لطف الله به
-37-
[من قاضي العرائش العلامة الفقيه أحمد بن يوسف الفاسي، إلى صديقه الشريف الأديب العلامة سيدي البشير أفيلال، يطمئنّ عليه، ويخبره فيها باشتياقه لزيارته]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه
سيّدنا ومحلّ أخينا، الأعزّ الأرضى، الشريف العلامة الأديب مولاي البشير أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فلا زائد على ما قدّمته لأخوّتك من أنّني حللت حضرة فاس بخير وعلى خير، ولا ما يشوش البال، ولم يظهر جواب من أخوّتك، نطلب الله أن يكون المانع خيراً.
هذا، ولازلت منتظراً ورود كتابك وكتاب ابن عمّيك الشّريفين، العلامتين سيدي علال، وسيدي الحسن، بيوم خروجهما من حضرتكم مع أهلهما، ولا تسأل حما حصل للأهل وللإخوان وأبناء العمّ من الفرح والسرور، وخصوصاً إذا عجّلوا بالسّفر، لأنّ مأدبة حَدَقة البقرة للولد أصلحه الله، يوم الخميس الأوّل من جمادى الأولى، ليحضروا فيها، أصحب الله الجميع السلامة والعافية.
مسلّماً على أخيك العلامة سيدي الحاج محمد، وأخبره بأنّني عثرت على حاجته، ولمّا شرعتُ في مباشرتها فرت وملكت أمر نفسها على يد الأجانب، نطلب الله أن يختار ما فيه الخير، والأمر على خطر عظيم فيما يستقبل، نطلب الله أن يدافع على الجميع، ولم تخبرني بجواب السيد أحمد الفزاري، فلابد…في الجواب.
وسلم منّا على والدتك، واطلب لنا منها صالح الأدعية، كما نسلّم على أخيك الخيّر الحاج عبد السلام، ولا بأس على رجليه، كما يسلّم على الجميع أهل الدّار والإخوان والأحباب والأصحاب والأصهار، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام. في 25 ربيع الثاني عام 1350هـ.
أحمد بن يوسف كان الله له
إعداد: يونس السباح