تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة) العلامة الأديب قاضي مدينة العرائش سيدي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف البشير أفيلال.
-50-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه وعلى أسرته ويوصيه بحيازة ما أوصى به من أغراض…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلم
سيّدنا ومحلّ أخينا، الشّريف العلامة الأفضل، النّابغة النّزيه الأكمل، مولاي البشير أفيلال أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد، فقد وافانا ساعته كتابك الأعزّ، جواباً عما كنا كتبنا لك به من أنّنا أرسلنا لك البلاغي الثّلاثة والمنطقتين، وأنّك حزت ذلك ولم تعرّج لي على صندوق السّوارين الموجّهين للفقيه الصّبّاغ، وبقيتُ متشوّشاً من جهة ذلك.
وأمّا ما اشتريته لك من الصّحون الثّلاثة والكؤوس 12 من البلار، والزّلايف الأربعة، فقد أكّدت عليّ في إرسالهم عاجلاً، فطب نفساً من جهتهم، فقد كتبتُ على تسريح ذلك، وحين يجاوبونني نجعل ذلك في صندوق جيّد، ونرسل لك ذلك، فطب نفساً من ذلك، وربّما يصلونك في الإثنين والعشرين من الشّهر المؤرّخ به، فها أنا أجعل الوسائل في تيسير ذلك، ولا يكون إلاّ خيراً، وما عوّدنا الله إلاّ خيراً.
وأما الأخ سيدي الوافي فهذا ما يزيد على النّصف، وهو مسافر هو وزوجته بالرّباط والدّار البيضاء، وبعد التاريخ في قريب يحلّ في حضرتنا ونطالعه على مكاتبك. والمؤكّد به عليك أن تبيّن لي السوارين هل وصلا وهل وافقا الغرض أم لا، نطلب الله أن يوافقا الغرض، فإنّي مهتم من جهتهما، حيث لم تعرّج عليهما، وبقيت متحيّراً.
مسلّماً على جميع الإخوة وسيّدتنا الوالدة، ومن أهل الدّار على الجميع، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام.
وإن كان عندك ما يقضى لسيادتك قبل سدّ الصندوق فطيّر لي الإعلام به، والله يحفظكم ويرعاكم، وعلى الأخوّة والسلام.
وفي 5 جمادى الثانية عام 1353، ولترد أيها الأخ بالك للتاريخ، فقد جعلت لي تاريخ الكتاب في 7 ثاني الربيعين، وعلمت أن ذلك سبق قلم. صح به. أخوكم: أحمد الفاسي كان الله له.
كما نؤكّد به عليك على جواب الكتاب الموجّه لك، نطلب الله الجواب. عن قلق جدّاً وصلاة الجمعة.
-51-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه وعلى أسرته ويعلمه بحلوله حاضرة تطوان…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله
محلّ الأخ الأعزّ الأرضى، وسيّدنا الشّريف العلامة المرتضى، مولاي البشير أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلامه عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فقد وصل لي كتابك الأعزّ حين حللت بثغر العرائش، ذاكراً فيه أنّك وجميع الإخوة والأحباب منتظرون ورود الخبر عليكم بيوم دخولنا حضرتكم السّعيدة، بارك الله لنا فيكم، وجزاكم عنّا خيراً، وما هي بأوّل بركاتكم يا أبناء الرّسول، فبالفضل من سيادتكم ذلك، لأنكم أنتم معدن الجود والكرم، والدّرّ من معدنه، ولتعلم أخوتك أيّه الأخ، فإنّني على نيّة الركوب من العرائش في الساعة الواحد ونصف بعد زوال يوم السبت، قاصداً حضرتكم على طريق دار الشاوي، يعني من غير مرورنا على طنجة، لأنّه أخرناه حتى نرجع بحول الله وقوّته.
مسلّماً على جميع الإخوة والأحباب والأصحاب، مع استعجال كثير. وزوّدنا بصالح أدعيتكم في وصولنا لحضرتكم مع السلامة والعافية، وعلى الأخوة والسلام.
في يوم الخميس 7 ربيع الأول عام 1350.
أحمد الفاسي كان الله له
-52-
[من العلامة القاضي أحمد بن يوسف الفاسي إلى صديقه الشريف الأديب سيدي البشير أفيلال، يطمئن عليه وعلى أسرته ويقدّ له يد المساعدة فيما يحتاجه بحاضرة فاس وحمّة مولاي يعقوب…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليماً
محلّ الأخ الأديب، الفقيه العلامة الشّريف الأريب، مولاي البشير بن العلامة المرحوم بمنّة الله الحيّ القيّوم، سيّدي التّهامي أفيلال، أمّنك الله ورعاك، وسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد، فساعته وافانا كتابك الأعز، أفادنا سلامتكم وعافيتكم، أدامهما المولى علينا وعليكم، وحمدنا الله على جميع ما شرحته، صرنا منه على بال.
أما ما عزمت عليه من الإتيان لحضرتنا وللتحميم بحامة مولاي يعقوب طبق إشارة الطبيب، فأهلا وسهلاً ومرحبا، واليوم يوم عيد مبارك سعيد، فعجّل أيّه الأخ، فالمحلّ محلّكم، نطلب الله أن يكون سبب شفائك ظاهراً وباطناً.
وأما بحثك على الأتومبيل هل يمكن الذهاب صباحاً والرّجوع مساء، فلتعلم أيّه الأخ أنّ ذلك متيسّر، وفق ما أردته، وما أشار به الطّبيب، وأنا بحول الله لا أفارقك صباحاً ومساء، وخادم لك سرّاً وجهاراً، فلا يصعب بحول الله وقوّته عليك شيء، ولا علينا، والراحلة راحلة مباركة، لأنّه جدّك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام أخبرنا بذلك بقوله: (سافروا تصحّوا، وتغنموا وتزدادوا رزقاً)، وهو عليه الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى، فلا بدّ عجّل بالإتيان قبل اشتداد الحرارة، واخبرني باليوم وبوقت الدّخول، لأنّ البابور يسافر في الساعة 6 صباحاً، ويصل إلى هنا قرب العشاء، ويسافر في […] ويصل إلى هنا ليلاً 12 وإذا أمكنك أن تأتي وتركب في الساعة 6 لتصل إلى هنا في العشاء، فإنّني متوقّف على إعلامك لتجدني منتظراً لك بمحلّ وقوف البابور ولابدّ.
مسلّماً على أخويك النّيّرين، الفقيهين سيدي الحاج محمد وسيدي الحاج عبد السلام، وعلى والدتك، واطلب لنا منها صالح أدعيتها، وعلى جميع أهل الدّار والأحباب والصحاب، وعلى ابن عمّك الخيّر البركة، الفقيه سيدي علال، وأخيه سيدي الحسن، وعلى جميع من يسأل علينا، والله يحفظك ويرعاك، وعلى الأخوّة والسلام.
في 14 يوم الخميس شوال عام 1346.
أخوكم في الله: أحمد بن يوسف الفاسي كان الله له
د. يونس السباح