تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة وواردة) من الفقيه الصدر الأعظم أحمد الغنمية رحمه الله، والتي أمدّنا بها حفيدة الأستاذ الأديب المرحوم عبد السلام الشرتي.
-65-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى صديقه السيد عبد الرحمن الزّكاري، يوصيه في شأن أغراض شخصية]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم
محبنا الأرضى الأبر الأعز سيدي عبد الرحمن الزكاري حفظك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فقد وصل كتابك الأعز المؤرخ 23 من الجاري، فاستفدنا منه عافيتكم أدامها الله، وبه أجبتنا عن وصول المجانة مع صهرنا سيدي الحسن بعد السلام عليه، وإنك دفعتها للطلياني وأكدت عليه في التعجيل بارك الله فيك، وجزاك عنا خيراً، وذلك هو ظننا فيك. كما أخبرت أيضاً بتوجيه زيارة مولانا أبي العباس رضي الله عنه بلغ الله بخير.
هذا وقد ألح علينا بعض القرابة لنكتب لك على ستة وأربعين 46 دراعا من الأطلس الأزرق المفتوح مثل الذي وجهت لنا، فإن كان بقي منه شيء عند بائعه فوجه لنا القدر المذكور مع الاول بارك الله فيك وسامحنا في هذه الكلفة، والله ما كتبت لك هذا إلا وأنا مستحي منك لما نعلم من حالك بارك الله لنا في عمرك في عافية آمين. والمطلوب منك هو رد البال للون الأطلس مثل الذي وجهتَ لنا فإنه هو المقصود، وأما الثوب فموجود هنا، والله تعالى يأخذ بيدك ودمتم في رعاية الله، وعلى المحبة، والسلام.
في: 28 قعدة الحرام عام 1340هـ.
أحمد الغنمية.
-66-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى صديقه السيد عبد الرحمن الزّكاري، يوصيه في شأن أغراض شخصية]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله وسلّم تسليما
محبنا الأبر الأعز، محل الاخ المكرم، سيدي عبد الرحمن الزكاري حفظك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فقد وصلنا كتابك الأعز، واستفدنا منه عافيتك أدامها الله، ووصل مع حامله السيد أحمد الحمود لفَافَة بها ثياب الأطلس الذي كنتُ طلبتُ منك، وعلمنا ثمنه وقدره عشرون ريالاً حسنية بارك الله فيك، واعتذرت لنا في سبب إبطائه وهو عدم الحمار، فقد كنت تشوش مني الخاطر؛ لأجل ذلك وبالله الذي لا إله إلا هو إلا فرحتُ لوصول كتابك لأني كنتُ في حيرة من أجل إبطائه؛ لأن الذي اعتدناه منك المبادرة لقضاء ما نطلبه منك، نطلب الله تعالى أن يسمعنا عنكم كل خير، ويبارك فيكم آمين.
ثم وصل كتابك الثاني المؤرخ 4 من الجاري أخبرتنا فيه بواقعة بيت دار الحاجة التي لأختي آمنة، فالأمر لله، وأنت اعمل جهدك بما تراه رفقا ومناسبا والخلف على الله، والحمد لله على سلامة السكان، وقد احتجنا لعشره أدرع من الأطلس الذي وجهتَ لنا، فنحبك أن ترسلها ورد البال للونه ربما يبدله لك صاحبه، وكذلك رد بالك معه في الكيل، فإن العشرين دراعا التي وجهتها لنا وجدتها ناقصة نصف قالة باعتبار قالتنا من خمسة وخمسين سنطيماً.
هذا وقد وجهتُ لك مع السيد أحمد الحمود لفَافة بها شربيلان واحد أبيض بترنجة الذهب، والآخر حسبي، كان المراد عندي دفعهما للولد السيد عبد السلام بعد السلام على الجميع، ليصحبهما معه لأهل داركم فلم يتيسر أمرهما حتى إلى الآن، فاقبلهما وادفعهما لأهل الدار لباس عافية وفرح بحول الله تعالى ودمتم في رعاية الله، وعلى المحبة والسلام.
في: 6 قعدة عام 1340هـ.
ومنه قد أديتُ للحامل أجرة اللفافة المذكورة، وقطعة الأطلس طيه لتقابلها بلون ما توجهه لنا.
أحمد الغنمية لطف الله به.
-67-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى الأمين السيد عبد الكريم الشّرتي بخصوص الضرر الذي لحق التلاميذ بروض الشرتي…]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
محبّنا الأرضى، الأمين السيّد عبد الكريم الشّرتي، السلام عليك ورحمة الله، عن خير سيّدنا دام علاه.
وبعد، فقد توصّلنا بالكتاب المؤرّخ 16 ربيع الثاني عام 1356هـ، الذي رفعه إلينا أهل حومتك، يشتكون فيه بالضّرر الذي لحقهم بسبب التلامذة الذين يسكنون بروضكم المعروف بروض الشّرتي، وبناء عليه، نعلمك أنّنا بصدد مباشرة القضية على وجه يرضي أهل الحومة لرفع هذا الضّرر عنهم، فلتعلمهم بذلك لتطمئنّ نفوسهم، وعلى المحبّة والسلام.
في 25 جمادى الأولى عام 1356هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
-68-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى صهره الشريف سيدي الحسن ابن ريسون في غرض خاص]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
صهرنا الأعزّ الأبرّ، الشريف الأجلّ، سيدي الحسن ابن ريسون، رعاك الله وحفظك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فلا زائد سوى السّؤال عنك، طالباً من الله تعالى أن تكون بخير على ما نحبّه لك من العافية وغاية السلامة.
وقد وصل السيد محمد الفويسي، وأخبرنا عنك بما فرحنا له من عافيتك، والحمد لله على ذلك، نطلب الله تعالى يجمعنا بك في ساعة سعيدة قريباً، ويصلك على يد السيّد عبد الرحمن الزكاري عشرة ريال إسبنيولة، وقبل هذا كنّا وجهنا لك عشرين مع ولد الكراسي، ويسلم عليك الأولاد والأهل، والله تعالى يسمعنا عنك خيراً، والسلام.
في 18 قعدة عام 1346هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
إعداد: يونس السباح