تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة وواردة) من الفقيه الصدر الأعظم أحمد الغنمية رحمه الله، والتي أمدّنا بها حفيدة الأستاذ الأديب المرحوم عبد السلام الشرتي.
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في تهنئته بعيد الأضحى المبارك]
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلم
الولَد البار المحبوب، المزرى عَرف أخلاقه بمسك الجيوب، الفقيه الألمعي، النّبيه اللّوذعي، سيدي محمد الزكاري حفظكم الله، سلام عليكم ورحمة الله تعالى ما توالت الأعياد والمواسم، وثغور الأماني تجاهكم بواسم.
وبعد، وصل كتابك مهنّئاً باستقبال العيد الذي شهر قدره، وزكى للعامل فيه أجره، عيد انهيال الفضل الباهر، وموسم فيضان الرّحمة الزّاخر، هنّاك الله بأعظم الزّلفى، وأسهمك من كرامته بالحظّ الأوفى، وأعاده وبشير الهناء ملازم، والزّمان مسالم، وسلّم منّي على والدك وأخوتك، وعلى المحبّة والسلام.
في 15 ذي الحجّة متم عام 1353هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى السيّد عبد الرحمن الزّكاري، في غرض خاص]
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلم
محبّنا الأرضى، الأبرّ الأعزّ، سيدي عبد الرحمن الزّكاري حفظك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فقد وصل كتابك الأعزّ المؤرّخ 23 من الجاري، فاستفدنا منه عافيتكم أدامها الله، وبه أجبتنا عن وصول (المجانة) مع صهرنا سيدي الحسن بعد السلام عليه، وأنّك دفعتها للطّلياني، وأكّدت عليه في التّعجيل، بارك الله فيك وجزاك عنّا خيراً، وذلك هو ظنّنا فيك، كما أخبرت أيضاً بتوجيه زيارة مولانا أبي العبّاس رضي الله تعالى عنه، بلّغ الله بخير.
هذا وقد ألحّ علينا بعض القرابة لنكتب لك عن ستّة وأربعين 46 دراعاً من الأطلس الأزرق المفتوح، مثل الذي وجهتَ لنا، فإن كان بقي منه شيء عند بائعه فوجّه لنا القدر المذكور مع الأوّل، بارك الله فيك، وسامحنا في هذه الكلفة، والله ما كتبت لك هذا إلاّ وأنا مستحي منك، لما نعلم من حالك بارك الله لنا في عمرك في عافية، آمين.
والمطلوب منك هو ردّ البال للون الأطلس مثل الذي وجهتَ لنا، فإنّه هو المقصود، وأمّا الثّوب فموجود هنا، والله تعالى يأخذ بيدك، ودمتم في رعاية الله، وعلى المحبّة والسلام.
في 28 قعدة الحرام عام 1340هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى السيّد عبد الرحمن الزّكاري، في غرض خاص]
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلم تسليماً
محبّنا الأبرّ الأعزّ، محلّ الأخ المكرّم، سيدي عبد الرحمن الزّكاري، حفظك الله وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فقد وصلنا كتابك الأعزّ، واستفدنا منه عافيتك أدامها الله، ووصل مع حامله السيد أحمد الحمود لفَافة فيها ثياب الأطلس الذي كنت طلبته منك، وعلمنا ثمنه، وقدره ريالاً حسنية، بارك الله فيك، واعتذرتَ لنا في سبب إبطائه، وهو عدم الحمّار، فقد كنت تشوش مني الخاطر لجل ذلك، وبالله الذي لا إله إلا هو، إلا فرحتُ لوصول كتابك، لأني كنتُ في حيرة من أجل إبطائه، لأنّ الذي اعتدناه منك هو المبادرةُ لقضاء ما نطلبه منك، نطلب الله تعالى أن يسمعنا عنكم كلّ خير، ويبارك فيكم آمين.
ثمّ وصل كتابك الثاني المؤرّخ 4 من الجاري، أخبرتنا فيه بواقعة بيت دار الحاجة التي لأختي آمنة، فالأمر لله، وأنت اعمل جهدك بما تراه رفقاً ومناسباً، والخلَف على الله، والحمد لله على سلامة السكان.
وقد احتجنا لعشرة أدرع من الأطلس الذي وجهتَ لنا فنحبّك أن ترسلها، وردّ البال للونه ربما يبدله لك صاحبه، وكذلك ردّ بالك معه في الكيل، فإنّ العشرين دراعاً التي وجّهتها لنا وجدتها ناقصة نصف قالة، باعتبار قالتنا من خمسة وخمسين سنطيماً.
هذا وقد وجهتُ لك مع السيد أحمد الحمود لفافة بها شربيلان واحد أبيض بتربخة الذّهب، والآخر حسبي، كان المراد عندي دفعهما للولد السيّد عبد السلام، بعد السلام على الجميع، ليصحبهما معه لأهل داركم، فلم يتيسّر أمرهما حتّى الآن، فاقبلهما وادفعهما لأهل الدّار، لباس عافية وفرح بحول الله تعالى، ودمتم في رعاية الله، وعلى المحبّة والسلام.
في 6 قعدة عام 1340هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به.
ومنه: قد أدّيت للحامل أجرة اللفافة المذكورة، وقطعة الأطلس طيّه لتقابلها بلون ما توجّهه لنا.
-72-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى السيّد محمد الزّكاري، في غرض خاص]
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلم
محبّنا الأبرّ الأعزّ الأرضى، الفقيه الأنجد سيدي محمد الزكاري رعاك الله، سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، وصل كتابك مفيداً سلامتكم، أدام الله عليكم سربالها، ولا قلص عنكم ظلالها، وبه أشرت في الأخذ بيد الأخ فيما اقترحته له، فقد باشرنا القضيّة بمظانها، حقّق الله تعالى الرّجاء، وأنجح المسعى، وإن ظهر لك أن تعزّز لما باشرناه بكتاب منك للسيد محمد بن علي الخطيب، لكوني خاطبته في ذلك، إذ إليه يرجع في هذا الأمر، فإنّ ذلك ممّا ينجع ويأتي بحول الله تعالى بالمرغوب، وسلّم منّي على الوالد والإخوة، وعلى محبّتكم والسلام.
13 جمادى 1 عام 1354هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
ومنه: إن كان ذلك بواسطة خالنا فهو أولى.
إعداد: يونس السباح