تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة وواردة) من الفقيه الصدر الأعظم أحمد الغنمية رحمه الله، والتي أمدّنا بها حفيدة الأستاذ الأديب المرحوم عبد السلام الشرتي.
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في طلب جلب دواء من طنجة]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا محمد وآله وسلم
محبّنا الأبرّ الأرضى، الفقيه الأنجد الأمضى، سيدي مَحمد الزكاري رعاك الله، سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فلا زائد سوى الاستطلاع عن حالكم جميعاً، جعلنا الله تعالى وإيّاكم في كَنَف ألطافه، وحرز كلاءته، آمين.
هذا وقد مسّت الحاجة للدّواء الواصل إليكم اسمه طيّه طالباً البحث عنه وإرساله، مع بيان العدد الممكن استعماله من أقراصه في اليوم، فإنّه أعوزني وجوده هنا بعد غاية البحث عنه في مظانه.
كفانا الله وإيّاكم ما أهمّنا بفضله وكرمه، آمين. وسلّم منّي على الوالدين والإخوة، حفظ الله الجميع، وعلى المحبّة والسلام.
في 24 جمادى الثانية عام 1352هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في مواساته، وبثّ شجونه]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
محلّ ولدنا الأبرّ الأعزّ، الفقيه سيدي مَحمد الزكاري حفظكم الله وتولاكم، وسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فقد علم الله تعالى أنّي كتبتُ لك بعد الحادثة أوّلاً فلم يرضي، ثمّ ثانياً كذلك، وسواء علي كتبت لكم أو لم أكتب، فلا أظنّ أنّكم تنكرون حصول ما يحصل لكلّ صديق حميم، بل ومن الوجهة العامّة، أنّ المسلمين كمثل الجسد الواحد، متى اشتكى عضو منه أصاب باقيه ما آلمه وأسهره، فكيف بمن توفّرت الدّواعي على الاهتمام به وله، والله تعالى يعقب الشّدّة باللّين، ويجعل بعد العسر يسراً. وبالجملة، فالحال لا يخفى، ولا دواء الآن سوى صدق اللّجا والاضطرار، والتّضرّع بالأوقات السعيدة كالأسحار، وبالتّوسّل بجاه سيّد الأبرار، سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله، صلاةً تنال بها منازل الأبرار، فالثّقة بالله تعالى أولى وأصوب، نعم؛ الأسباب لابدّ منها وجوداً، والغيبة عنها شهوداً، وأسباب الفرح لا تحصى، وخفايا الألطاف الإلهية لا تستقصى.
وسلّم منّي على الوالدين، واكّد عليهما بملازمة حسن الظّنّ بالله، فإنّه سبحانه يقول: أنا عند حسن ظنّ عبدي فليظنّ بي ما شاء. وأنت لا تقصّر في مذاكرتهما، ونفسك بالصبر، وانتظار انفراج الأزمة، وإن كان ذلك من لا زمك وواجباتك، والله تعالى يبلغ الجميع غاية مناه في الدارين بفضله وكرمه آمين.
وعلى المحبّة والسلام. في 6 ربيع الثاني عام 1353هــ.
عن عجل: أحمد الغنمية لطف الله به
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في تهنئته بعيد الأضحى الفطر المبارك]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله
محلّ ولَدنا الفقيه العدل الكاتب الأنبل، السيّد مَحمد الزكاري أمّنك الله، وسلتم عليك ورحمة الله، عن خير سيّنا أعزّه الله.
وبعد، فقد وصل كتابك مهنّيئاً بعيد الفطر المبارك السّعيد، وموسم اليمن والخير المزيد، هنّاك الله بنيل وسائل الرّشاد، ومنحك من مواهب فضله ما تفوز به يوم المعاد، وبارك فيك.
سلم منا على والدك والإخوة، وعلى المحبّة والسلام.
في 15 شوال عام 1353هـ.
أحمد الغنمية كان الله له
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، بخصوص التّعزية في وفاة ابنته الصغيرة الياسمين]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم تسليماً
محلّ ولَدنا الأبرّ الأعزّ الأرضى، الفقيه سيدي محمد الزكاري حفظكم الله ورعاكم، ولطف بنا وبكم فيما قضى، وألهم الاستسلام في جميع ما أمضى، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، فقد وصل كتابك شارحاً فيه مشاركة والدكم كبقيتكم، خصوصاً الوالدة، حاط الله الجميع بسرّ الحفظ، وأمدّكم بدوام العافية واللطف، وذلك في المصاب بفقد البنيّة الفرطة، وبذل التّعزية ومحض الدّعاء بأدراع مجن الصبر العائد بوافر الأجر، فلا أحزنكم الله، ولا أراكم مكروهاً، وبارك فيكم جميعاً، وجزاكم عنا خيراً، وعلى المحبّة والسلام.
في 20 ربيع الثاني عام 1354هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
-77-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد مَحمد الزّكاري، ردّاً على التعزية ]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
محلّ الولد البار الأرضى، الفقيه الأنجد، السيّد مَحمد الزّكاري رعاك الله ووقاك، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، وصل كتابك معزّياً في فقيدتنا العزيزة السيدة الياسمين التي وافقت أخلاقها طيب اسمها، المكرّمة بأفضل المقول عند ختم أنفاسها، رحمها الله تعالى رحمة تنال بها الرّضوان، ونزل فراديس الجنان، وختم لنا جميعاً بالحسنى، وأهلنا بفضله للمقام الأسنى، وبارك فيكم وسائر ذويكم، وأدام لكم قرّة العَين في الجميع، آمين.
مسلّماً على والدكم ووالدتكم، رزقكم الله برّهما، وعلى المحبّة والسلام.
في ثاني ذي القعدة عام 1353هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
إعداد: د. يونس السباح