تقديم:
أدب الرّسائل، يتضمّن جوانب مهمّة تقتضيها الكتابة الحرّة، والموضوع المسترسل، ويتضمّن هذا الأدب إشارات علمية، وإفادات فنّية، وإنشادات معرفية…
وفي هذه السلسلة ندرج بعضاً ممّا توفّر لنا من أدب الرّسائل التي التحمت فيها أرواح علماء شمال المغرب. وندرج في هذه الحلقات مراسلات (صادرة وواردة) من الفقيه الصدر الأعظم أحمد الغنمية رحمه الله، والتي أمدّنا بها حفيدة الأستاذ الأديب المرحوم عبد السلام الشرتي.
-82-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في الرّد على التّهنئة بذكرى ميلاد سيّد الخلق صلى الله عليه وسلم ]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
محلّ الولَد الأبرّ، الأعزّ المكرّم الأغزّ، الفقيه الألمعي، الدّرّاكة اللّوذعي، سيدي محمد الزّكاري، رعاك الله، وسلام عليك ورحمة الله.
وبعد، فقد وصلني كتابك الأعزّ، مهنّئاً بعيد مولد مَن حاز من السّيادة أعلاها، ومن المحامد أسناها، فسما قدره على الخلائق، وفيه ارتقت الحقائق، صلى الله عليه صلاةً نحرز بها رُحماه، ونكرع ببركتها من حياض رضاه، آمين.
هنّأك الله وإيّايَ بالختم على ملّته، والحشر في رعيل أهل محبّته، آمين.
وسلّم منّي على سيادة الوالد بأتمّه، واعلمه أنّني في انتظار جوابه عمّا كتبت إليه في شأن دويرية السيّد عبد الخالق زوزيوا التي على يد الشريف أحمد الصّيد، كما تسلّم على الإخوة حفظ الله الجميع، وعلى المحبّة والسلام.
في 16 ربيع النّبوي عام 1348هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
-83-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في الرّد على التّهنئة بعيد الفطر السّعيد]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
يا نعمَ الولَد المفدّى بالسّبد واللّبد، الفقيه الألمعي، النّزيه اللّوذعي، سيدي محمد الزّكاري، حرس الله شبابك، وجعل المكارم مآبك، سلتم عليك ورحمة الله تعالى وبركاته، ما دامتْ للفلك حركاته، وللفُلك غدواتُه وروحاتُه.
وبعد، فقد وصل كتابك الأعزّ، مهنّئاً بإقبال العيد الحميد، والموسم المبارك المجيد، هنّأك الله بإحراز وسائل الزّلفى، وأنالك من برّه الحظ الأوفى، وأعاده على الجميع، ونحن من أياديه في أوفى برود، وأن يجعل لنا من المكاره أسبغ زرود، بجاه من اصطفاه على كلّ الوجود، وجعله سبباً لنيل الفضل والجود، صلى الله عليه وآله، صلاةً نكرع بها من حياض فضله العذب البَرود، آمين.
وسلّم منّي على الوالد والإخوة بأتمّه، وعلى المحبّة والسلام.
في 8 شوال الأبرك، عام 1348هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به
-84-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، بخصوص بيع أمتين لفائدة السيّد الكْراسي]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله
الأودّ الأبرّ الأرضى، الفقيه الأغرّ الأمضى، سيدي محمد الزكاري رعاك الله، وسلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، وصل كتابك جواباً عمّا كتبته لك صحبة السيّد أحمد الكراسي، وأنّك بذلتَ جهدك وصرفت كلّ طاقتك حتّى حصل على ما وجده، وتيسّرت أسبابُه من شراء الأمتين الواصل خطّ يد بائع الأمة الياسمين بإمضاء البيع، وقبض الثّمن، وعلمنا كلّ ما باشرته في ذلك مع الكراسي حتّى أودعته السيّارة، تلك نتيجة أعمال من يعتدّ به من ذوي الصّداقة والإخلاص في المعاملة، أبقاكم الله لنا ذخراً نفخر بأعمالكم، ونباهي بصدق معاملتكم واعتنائكم، بارك الله لنا فيكم، وسلّم منّي على الوالد والإخوة، ومنّا الطالب أحمد، أحمد الله لنا ولكم عقبى الدّارين، آمين والسلام.
16 حجة عام 1346هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به.
-85-
[من الصدر الأعظم أحمد الغنمية إلى محلّ ولَده السيد محمد الزّكاري، في الرّد على التّهنئة بعيد الفطر السّعيد]
الحمد لله وحده وصلى الله على سيّدنا ومولانا محمد وآله وسلّم
محلّ الولد الأبرّ، وخالص الودّ الأغرّ، نخبة النّبلاء، وواسطة عقد النّجباء، الدّرّاكة النّبيه، والفهّامة الفقيه، سيدي مَحمد الزّكاري، لازال السعد لك خديماً، والمجد سميراً نديماً، وسلام عليك يزري عَرفه بعطر الجيوب، ويتقاطر أضعاف قطرات السّحوب، ورحمة الله تعالى وبركاته، ما هبّت من المسك نفحاتُه.
وبعد، أبعدَ الله عنك الأكدار والأتراح، وأتاح لك أسباب الأماني والأفراح، فقد وصلني كتابك مهنّئاً بحلول العيد الحميد، وميعاد عتق عصاة العبيد، هنّأك الله بنيل المُنى، ويسّر لك أسباب الآمال والهنا، وجعلنا جميعاً ممّن قُبلت أعماله، وحققت بفضل الله آماله، حتّى تندكّ بصواعق الغفران شواهق ذنوبنا، وتغيض بزوابع الرّحمة زاخرات آثامنا، بجاه شفيع العالمين، وإمام الأنبياء والمرسلين، صلى الله عليه وآله وسلّم، ما جرتْ بمدحه الأقلام، وأزرى عبير ذكره بمسك الختام.
مسلّماً على الوالد والإخوان، وعلى المحبّة والسلام.
في 5 شوال الأبرك عام 1347هـ.
أحمد الغنمية لطف الله به.
د. يونس السباح