مشروع اعادة تشغيل دار الدباغة بتطوان
الخميس 06 أكتوبر 2016 – 10:53:50
يسعدني أن أرفع اليكم هذا المشروع الذي أرمي من ورائه المساهمة في خدمة مدينتنا تطوان بالادلاء ببعض الآراء الهادفة الى تنمية القطاع الاقتصادي والاجتماعي الذي أنتم تضطلعون ومعكم النخبة الواعية من المجتمع التطواني بالنهوض به , وايجاد الحلول المناسبة لتنميته وتطوره,
مقدمة , تعتبر المدن العتيقة في المغرب تراثا انسانيا لكونها مازالت تحتفظ بمقومات حضارية ساهمت في التقدم العمراني والتطور الفكري على مدى التاريخ الانساني , ومن هذه المظاهر التي تتجلى للعيان نمو الصناعة التقليدية التي تواكب العقلية الخلاقة في التطور والا بداع , والصناعة التقليدية رغم تعثرها أمام الصناعة العصرية الا انها مازالت تحتفظ بواقعها وخاصة في المدن وحتى الأقاليم المغربية حيث تحتفظ كل ناحية بخاصيتها المتميزة , وابراز جانب تعلقها بتقاليدها وخاصة فيما يتعلق بالصناعة التي تعرف بالتقليدية رغم انها صتاعة متطورة ومعاصرة وذو مرجعية تقليدية ضاربة في عمق التاريخ , ومن ضمن نشاط الانتاج الصناعي التقليدي يبرز ميدان الجلد كمادة أولية ثم صباغته واستعمالاته المختلفة , ويتجه الاهتمام في البدء الى الأسلوب العملي في هذا الميدان حيث يركز الاهتمام على اليد العاملة اولا ثم المادة الخامة وبالتالي مراحل تصنيع هذه المادة ورواجها في السوق المحلية والوطنية والدولية ,
الحالة الراهنة , وان كلمهتم بميدان الصناعة التقليدية وخاصة انتاج الجلود سيجد أمامه مؤسسة على شكل معمل يعرف بدار الدبغ أو الدباغة , وهو معمل ذو وسائل بدائية في أغلب المدن ذات الحضارة , وعلى رأسها تطوان وفاس ومراكش ومكناس وسلا والرباط , وغيرها اذ لا يخفى ان مدنا أخرى كالصويرة وآسفي والجديدة تحتفظ بمميزات في ميدان الصناعة التقليدية بالاضافة الى البادية المغربية , اذ الصناعة التقليدية بهذا الاسم المتجاوز هي صناعة تلبي حاجيات المجتمع وتغطي اهتماماته , فالقبائل المغربية جميعها لها عادات وتقاليد وأعراف متباينة تدخل في نطاق احتياجاتها الآنية , ودار الدبغ مظهر أساسي لتطور مجتمعي في ميدان صناعة تلبي حاجيات المجتمع وهي تختلف في أداء مهمتها بين جهة وأخرى , وخاصة بعد عرقلة نموها بهجوم صناعة حديثة مواكبة للتقدم العلمي والازدهار الصناعي الحديث , ومع ذلك تظل الصناعة التقليدية قائمة بدورها تشغل اليد العاملة المحلية الى حد ما , وتلبي رغبات مستعملي الألبسة والأحذية وغيرها ولو في مناسبات معينة , اما الزاما كما هو الشأن في المناسبات الرسمية أو اختيارا كما يحلو لبعض المتشبثين باللباس التقليدي بمختلف أنواعه , اذن فان دار الدبغ بتطوان والواقعة جنب باب المقابر ما زالت صامدة أمام انتكاسات الانتاج – انتاج الجلود وما يتفرع عنها من صناعة الاحذية وغيرها , حيث نجد اليد العاملة حاليا لا تتعدى عشرين نفرا , وهم يعملون في أسوا الظروف مع قلة الامكانيات , وعملهم هذا ما هو الا مرحلة لمعالجة المادة الخامة من الجلود وتوجيهها نحو مدينة فاس حيث يتم هناك معالجتها بطرق تقليدية أكثر تطورا الى حد ما , ولكن تحت رعاية الوزارة المكلفة بالصناعة التقليدية وكذا الغرفة المختصة بهذا الميدان , في حين أن نشاط دار الدبغ بتطوان يظل عملا محدودا ويحتاج الى اهتمام ورعاية , ثم ان المكان المعد لدار الدبغ الحالي يعتبر مكانا مناسبا ولا يحتاج الا لترميم بسيط ومناسب للظرف الراهن , ونقصد بالترميم اصلاح الأحواض المتوفرة حاليا وحسب طلب العاملين في الميدان ,
امكانية النهوض بنشاط الانتاج
, حقيقة ان ميدان الصناعة التقليدية ككل ميدان بسيط وبدائي كما يظهر أول وهلة ولكن الظروف بتطورها يجعل هذا الميدان معقدا , لذا فان اختصاص الوزارة المكلفة بالصناعة التقليدية مطالبة بما لديها من وسائل كفيلة بدراسة كل جوانب العراقيل التي تعترض طريق نمو الصناعة التقليدية لانها تتوفر على اطر مختصة للمقارنة بين انتاجية كل مدينة تتوفر على دار الدباغة بالاضافة الى الاستنجاد بغرف الصناعة التقليدية التي تتوفر على ذوي المعرفة الواسعة من أجل تهييء الجو المناسب للتصنيع والتصدير الوطني وحتى تلبية حاجيات بعض الدول المصنعة كتصدير الصوف والجلود بعد تهيئتها واعدادها حسب الشروط التقنية المطلوبة , Ph.Source : Site Panoramio
انطلاقة الانجاز , لا يمكن معالجة موضوع الصناعة التقليدية الا بالأخذ بيد من يهمهم الأمر حتى لا تأتي النتائج معاكسة , فأخذ رأي الصانع التقليدي رغم بساطته تفتح للمسؤولين أبوا ب النجاح في الاقدام على معالجة كل تطور ميداني موروث بمشاكله وبؤر توتره , والخلل الملحوظ في كل مشاريع تأتي من أعلى دون أخذ رأي من هو في ميدان العمل يباشر فعليا المشاكل ويتخبط في ايجاد الحلول لها , مآل هذه المشاريع الفشل ولكن الاعتماد في كل دراسة على العامل البسيط هو السبيل الأوحد لكل نجاح وباسهل الطرق وابسطها, فدار الدبغ قائمة الذات وتحتاج الى اصلاحات بسيطة , وبنفقات قد لا تثقل كاهل الوزارة المسؤولة عن قطاع الصناعة التقليدية وكذا غرفة الصناعة التقليدية من جهة ولا كاهل ولاية الجهة وبلدية تطوان من جهة أخرى , اما المادة الخامة فهناك المجزرة البلدية التي يمكنها أن تزود دار الدبغ بما تحتاج اليه من جلود في فترات متقاربة , كما أن هناك مصدرا لا يستهان به وهو مصدر موسمي ولكنه عامل فعال الا وهو موسم عيد الأضحى المبارك حيث يمكن استغلال جلود الأضاحي في تنظيم جمعها , وتزويد دار الدبغ بالكم الهائل الذي يعتبر مصدرا حيويا في استخراج الصوف ومعالجته وتصديره مع دبغ جلود الأضاحي واستعمالها محليا وتصدير الفائض منها الى مختلف المدن كسوق داخلي , وبامكانية تصديرها كجلود أو أصواف الى بلاد أجنبية ,
آفاق مستقبلية لدار الدبغ بتطوان , ان مشروع اعادة تشغيل دار الدبغ بتطوان نحو مستوى لائق يحتاج الى تخطيط يتجلى في , اعادة ترميم دار الدبغ وجعله مناسبا , وذلك بأخذ رأي الصناع التقليديين المتواجدين حاليا بعين المكان , اضطلاع الوزارة المختصة بالصناعة التقليدية بدورها في النهوض بهذا القطاع , مساندة جهة طنجة تطوان الحسيمة معنويا وماديا لانجاح المشروع , مساعدة بلدية تطوان وهي معنية بالدرجة الأولى في اظهار المشروع – كمشروع اجتماعي اقتصادي – ليكون ضمن منجزاتها المحورية , تهييء ظروف النهوض بالمشروع والتنسيق من طرف جمعيتنا – جمعيبة تطاون – أسمير – وتتبع خطوات الانجاز في كل مراحله ,
الخلاصة, دار الدبغ بتطوان تراث حضاري يجب المحافظة عليه , واظهاره كمنارة للتطور الصناعي تمثل جانب الشخصية المغربية التي يحب أن يعتز بها كل من يريد النهوض بمختلف المقومات للتاريخ الحديث , تطوان 29 شعبان 1437- 5 يونيه 2016.