في سنة 1999 أطلق الإعلامي المرموق الأستاذ خالد مشبال رحمه الله تجربة فريدة أكدت اصلة العضوية بين الثقافة والإعلام بوصفهما ممارسة حقوقية حرة في حياة المجتمع.. أطلق المرحوم خالد مشروعه في سياق موسوم بانغلاق خريطة الإنتاج الثقافي والإعلامي وتضييق جزر القراءة وتدني منسوب المقروئية واتساع فضاءات الانتهازية بشقيها الفكري والسلوكي..وغير ذلك مما فاقم ظاهرة تنمية التخلف.. كان مشروعالأستاذ خالد رحمه الله فتحا لمسالك اللقاء والتواصل بين ثالوث فاعل/ فعال ؛ المؤلف + الناشر + القارىء . كانت تجربة رائدة لكونها حصاد خبرة مديدة وعمل شاق ، في مصر أولا وفي المغرب ثانيا. وقد مكنت تلك التجربة صاحبها من تحقيق سبقمحليا وجهويا ووطنيا.. كان ميلاد وكالة شراع لخدمات الإعلام والاتصال نقطة إشعاع ثقافي وإعلامي من خلال إصدار كتب شعبية انتزعت موقعها في الأكشاك والذهنيات: كتب شهرية + كتب نصف شهرية + كتب فنية + كتب أدبية + كتب كاريكاتورية.. فضلا عن مصاحبات فكرية وثقافية موازية .. ثم كان ميلاد جريدة الشمال 2000 في ثامن شعبان 1420-15نوفمبر 1999 مصدرة بكلمة رئيس تحريرها الأستاذ خالد مشبال رحمه الله، والتي آثار فيها جملة أفكارأكدت على ضرورة اعتماد التأني المادي والأدبي والقانوني تلافيا لكل تعثر أو فشل..وضرورة الأخذ بنظر الاعتبار كون المقاولة الثقافية والإعلامية تختلف عن باقي المقاولات لاعتبارين ؛ أولهما تفشي الأمية الأبجدية، وثانيهما تفشي العزوف عن القراءة بين المتعلمين والمثقفين ! .رحم الله خالدا ، فقد كان مدرسة في الإعلام ؛ حيث تكونت على يديه أجيال من الإعلاميين، ومدرسة في التربية على خلق مجتمع قارىء ؛ حيث بنى مشروعا قرائيا لم تبنه الدولة نفسها !؟
عبد اللطيف شهبون