إلى صديقي العزيز أحمد الطريبق أحمد، فلك الفضل في تنظيم يوم دراسي حول شخصية وتراث المرحوم محمد بن تاويت الطنجي منذ ما يزيد عن ثلاثة عقود بمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة..
1 . العودة للاحتفاء بالمرحوم محمد بن تاويت الطنجي اعتراف مؤصل ممتد بجهود علماء بررة.. لكن ضمير هذا الاحتفاء يستيقظ فينا وينزل إلينا منجَّما..
فقد أفلت شموس..
وغابت أقمار..
واكتفينا بقولنا: يرحمهم الله، ومن لطف الله علينا أن رحمته شمَّالةٌ واسعة..
محمد بن تاويت الطنجي: زينتا خلق وعلم..
. قال المرحوم عبد الحميد بوزيد:
«تراث الرجل في دار هجرته.. وإن السعي لطبع ما يعثر عليه منه بعد نقده وتحقيقه لهو أكبر خدمة يسديها الضمير الطنجي والوطني لرجل فذ..».
وقال المرحوم عزة حسن:
«لا يخطر اسم العلامة محمد بن تاويت الطنجي بالبال، ولا يذكر اسمه، أو يُسمع به إلا ويطير بالفكر والبال..
وقد صار مثَلُنا كمثل طائرين غرِّيدين غريبين، وقعا مُتجاورين على فنن واحد في دوحة واحدة..
كان صاحبي العلامة مُغرما غراما شديدا بآثار تراثنا القديم في مختلف علومه وفنونه..».
وقال المرحوم احسان عباس:
«عرفته عميق الثقافة في الفلك والتاريخ والحديث والأصول.. نموذجا للمتخرج في المدرسة الإسلامية، وفي ما كان يُمليه المشايخ في جامع القرويين..
ولهذا لم يكن غريبا أن تنتدبه الجامعة العربية لتصوير المخطوطات العربية القيّمة من أكثر خزانات المخطوطات في العالم وخاصة في إستانبول..
كان رحمه الله غيورا على الثقافة العربية الإسلامية، ولذلك اختار لعمله عددا من أمهات الكتب، واستطاع أن يبعثها إلى الحياة مثل: «جذوة المقتبس» للحميدي و«ابن خلدون ورحلته غربا وشرقا..
جذبته إستانبول بجمالها واثارها الإسلامية.. وكان دوره في التدريس في كلية الإلهيات بإستانبول وأنقرة عميقا..
هل تعلم أنني لا أقوى اليوم على زيارة إستانبول لأنني لم اجدك فيها..».
د. عبد اللطيف شهبون