خلد المغرب، بحرهذا الأسبوع، الذكرى 46 للمسيرة الخضراء المظفرة التي شارك فيها أفراد من الشعب المغربي، بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسين ألف مشارك، ضمنهم أكثرمن ثلاثة وأربعين مسؤولا رسميا وموظفا وإداريا ومؤطرا وعشرين ألف عنصرمن القوات المسلحة الملكية والدرك… وفق إحصاءات رسمية، من أجل الحماية والحفاظ على سلامة المشاركين في هذه المسيرة السلمية التي كان شعارها القرآن الكريم والأعلام الوطنية والتي كتبت اسمها بأحرف من الروعة والإبهار في سجل تاريخ الملاحم البطولية العالمية..ولاشك أن العديد من المشاركات والمشاركين فيها يحتفظون اليوم بذكريات لاتنسى، فييحكون عنها، كلما حلت هذه المناسبة، بنوع من الحنين والخشوع والدموع، خاصة أنها أثبتت تلاحمهم تحت قيادة ملك البلاد والتفافهم حول قضيتهم الأولى، فكان تعارف المغاربة فيما بينهم، القادمين من مختلف مدن المملكة، تحت راية واحدة، مغربية بدون منازع.، حيث اقتسموا المأكل والمشرب وتعاونوا على تدبير شؤونهم اليومية، جنبا إلى جنب.والأجمل في ذلك هومشاركة وفود عربية إلى جانبهم في هذه الملحمة التاريخية.وهناك من النساء من سمين مواليدهن باسم “المسيرة”، مباشرة بعد مخاضهن وولادتهن التي تزامنت مع أصدائها. فماذا تحقق بعد مرورعشرات السنين على هذا الحدث الوطني الكبير ؟ طبعا، تحقق الشيء الكثير، فهناك الجهد المتواصل من أجل ترسيخ مغربية الصحراء على المستوى الدولي وهناك التعاون الصادق مع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، فضلا عن مواصلة التنمية والبناء والتشييد بالأقاليم الجنوبية التي أصبحت اليوم في أزهى بنياتها ومؤسساتها ومرافقها.بمعنى أن المملكة ماضية على قدم وساق في صحرائها، بالإضافة إلى إشراك أبنائها في تدبير شؤونهم المحلية والجهوية، بغض النظرعن حكم التاريخ والشرعية….
وخلاصة القول، أن الاحتفال بذكرى المسيرة الخضراء لهذه السنة تميزبتزامنه مع “القرار السيادي للولايات المتحدة الأمريكية التي اعترفت بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه ؛ باعتباره نتيجة طبيعة للدعم المتواصل للإدارات الأمريكية ودورها البناء في تسوية هذه القضية” كما جاء في الخطاب الأخير لجلالة الملك محمد السادس.وكذا تميزالتخليد الحالي للمسيرة بوصول عدد الدول التي افتتحت قنصلياتها، بكل من مدينتي العيون والداخلة إلى 24 دولة.وهورقم إن كان يقلق عسكرالجارة الشرقية وهذا مما لاشك فيه، فما العمل إن كان هذا الرقم يجيب عن سيادة مغربية، لانقاش فيها، على صحرائها ويدعوهم للجلوس إلى طاولة تنمية المغرب العربي الكبير، لما فيه الخيركل الخير لشعوبه ؟