مفارقات
ــــــــــــ
هتف الكاتب الملُحد، من وراء لحيته التي انسدلت مغطية معظم وجهه، وهو يتأمل تعقُّدَ مسار بطل روايته الإشكالي:
ـ يا إلهي!!!
***
صاحت العاهرة الحسناء ، وعيناها على جيْبِ زبونها الأشيب بيْنا لم تتخلَّ يداها معاً، عن مداعبة يدٍ جليسها الذي كان يبدو كمن لا يصدق نفسه، في الوقت الذي علا حاجبُ المرأة في تراقص واضح السخرية ، مع ابتسامة ماكرة:
ـ ياحبي!!!
***
كان يحيط به جمع من مستشاريه ، وهو يصرخ مهدداً من حوله في عضب ،حتى وقف أمامه من يذكره بميعاد خطابه إلى الناس، فوثب خارجاً إلى المنصة خالعاً قناع الغضب مرتدياً ملامح فرح زائف ، مع سماحه لعينيه أن تدمعا:
ـ با أحباب قلبي ، يا اعزائي، إني لأعدُكُم بكل قواي ألا أترك مناسبة في الدفاع عن مصالحنا ، مهما كلفني ذلك.
***
لكن الذئب الذي كان يقف هناك متلمَّظاً قبل قليل، وهو يتابع أحد الحملان، الذي كان يخطر وديعاً، ما بين نبع دافق ، وحقل مُمْرِع شاسع، أرتُّجَ عليه ، فلم يدر من أين يبدأ خطاب فريسته ، فما كاد يهم بالكلام حتى امتدت بالمُدَى المسنونة أيادي زايدت عليه، فلم يكن له في لحم وليمته التي ألِفَها منذ بدء الخلق من نصيب، فعوَى الذئب ظاهر الحيرة:
ـ يا خالقي في طباع الذئب الأصيل، كيف سابقَنِي كل هؤلاء إلى ارتداء ما آثرتني به من زور وزيف واحتيال، دون علم مني؟
أحمد بنميمون