وافاني أخي الدكتور امحمد بن عبود بورقة تحمل عنوان: «شروط العناية بالمقبرة الإسلامية بتطوان».
ولعل حملة تنظيف هذا المرفق التي انطلقت في أواخر شهر أبريل، بسواعد عمال التعاون الوطني، هي الدافع الذي فتح شهية أستاذنا لتحرير هذه الورقة.
وقد خصص فقرتها الأولى للتنويه بهذه المبادرة، ووصفها بالرائعة، خصوصاً إذا أدخلنا في الاعتبار، هذا الإهمال الكبير الذي عرفته المقبرة، منذ تسلمت مهمة تدبيرها لأكثر من عقد من الزمن، الجماعة الحضرية لتطوان.
وبعد أن قدم عبارات الشكر والامتنان لرئيس الجماعة الحضرية الحالي، وللسيد والي صاحب الجلالة على جهة طنجة- تطوان- الحسيمة، ولعامل صاحب الجلالة على إقليم تطوان، وللكورونيل المكلف بجهاز التعاون الوطني بمقر العمالة، وهنأهم بهذا الإنجاز، وهنأ السكان بهذه الحملة المباركة، وصف هذا الحل، بالحل الظرفي.
أما الحل الجذري فيقتضي – في نظره- شروطاً حاول إقناع الإدارة المعنية بها غير مامرة، ولكنه لم يجد الآذان الصاغية.
وقد لخصها فيما يلي:
- تنظيف المقبرة من الأعشاب، وهو ما قامت به الجماعة والعمالة عندما نظما الحملة، وهي خطوة ضرورية، لكنها ليست كافية، لأن مفعولها مؤقت وغير جذري، لا تلبث الأعشاب أن تترعرع من جديد بعده، لذلك لابد من متابعة العمل بإنجاز مرحلتين:
- اقتلاع الجذور، وهذه مسألة بديهية واضحة، وقد لاحظ خلال جولة استطلاعية أثناء عملية التنظيف، أن فريق العمل، لا يقتلع الجذور، وهذا ما يشجع الأعشاب على النمو في أسابيع معدودة. المسألة إذن تحتاج إلى تتبع.
- الأعشاب الخبيثة التي توجد بالمقبرة، تحتاج إلى معالجة خاصة، قد تستغرق حسب الدكتور يونس السعود، أستاذ علم النبات بكلية العلوم بتطوان، خمس سنوات. والحل الجذري في المدى البعيد، تخصيص فرقة خاصة، لتنظيف المقبرة. وإن توفرت هذه الفرقة، فسوف لن تترعرع النباتات الخبيثة بهذه الكيفية التي نعايشها الآن.
- توفير الأمن، فالحراس الموجودون حالياً، عددهم غير كاف، وقد أكد مدير المقبرة ذلك، وهو أعرف الناس بحاجياتها، خصوصا حين يتعلق الأمر بوجود عصابات خطيرة تستوطنها، وعلى رأسها عصابات بيع المخدرات التي اتخذت المقبرة مقراً لها.
- تجهيز المقبرة بالإنارة، ضمانة للمزيد من استتباب الأمن بهذا الفضاء.
هذه هي الشروط التي سطرها أخونا ابن عبود في ورقته، وجميعها يندرج في خانتي النظافة والأمن.
لكنني أستأذنه في إضافة عنصرين آخرين:
أحدهما له ارتباط وثيق بالنظافة، ويتمثل في أكوام الأزبال، ومخلفات البناء، ونادراً ما نرى عمال التنظيف يهتمون بهما، وإن استُنفروا لهذه المهمة، ففي حدود محدودة، وأوقات معدودة.
وثانيهما له علاقة مَسيسة بالأمن، وهو إحداث مركز قار بباب المقابر، يفرض هيبته ووجوده في هذا المكان، ويوفر للسكان، الأمن والأمان.
هذه هي الأولويات التي طالما نادى بها ممثلو المجتمع المدني، لجعل المقبرة الإسلامية مقبرة محترمة،يشعر فيها موتانا بالهدوء والسكينة، والأمن والطمأنينة.
مصطفى حجاج