الهدر المدرسي بطلان بل آفة في المسير التربوي والتعليمي..وتبديد لطاقات بشرية..
وهذا البطلان/ الآفة شديد الانتشار في المجالات القروية على وجه الخصوص نتيجة:
- واقع العزلة..
- ضعف أو انعدام مقومات العيش الضامن للحقوق وعلى رأسها الحق في التعليم..
- بعد الفضاءات المدرسية عن مساكن المستهدفين بالتعليم في العالم القروي..
- هزال الخدمات المدرسية الضرورية..
نتوقف في هذه الملاحظات الأولية على واقع تمدرس الفتاة في المجال القروي، ونرصد على وجه التركيز والاختصار بعض المؤشرات ذات الصلة بهذه المعضلة الكبرى.
المؤشر الاقتصادي والاجتماعي ومن معالمه:
- الفقر؛ وهو عامل معيق لتعلم الفتاة في العالم القروي لكون أغلبية الأسر ذات دخل محدود لا يسد ضروريات العيش الكريم..
- إلزام غالبية الأطفال (ذكورا وإناثا) على مزاولة رعي الأبقار والأغنام والجمال..
المؤشر الثقافي؛ ومن معالمه:
- سيادة ثقافة انغلاقية لا تساعد الفتاة على متابعة تمدرسها لكون هذا المنظور المتشدد يرى في تعليمها إسهاما لتفسيخ المنظومة الأخلاقية للمجتمع !؟
- سيادة فكرة تفرض على الفتاة رعاية أخواتها الصغار وحمايتهم بدل متابعتها للدراسة..
- سيادة فكرة تبالغ في المحافظة، وذلك بالانتصار إلى حماية الفتاة من كل أخطار وكوارث البيئة الطبيعية، أوتعرضها لهجومات غير متوقعة من حيوانات أوحيوانات آدمية..
- سيادة فكرة الاهتمام بتعليم الذكور وفرض حد لهذا التعليم بالنسبة للإناث درءا لترشيد نفقات غير مرغوب فيها..و إعداد الفتاة للأشغال الفلاحية والمنزلية..
- سيادة فكرة التزويج المبكر للفتاة مما يكون له آثار صحية ونفسية غير مرغوب فيها..
المؤشر التربوي؛ ومن معالمه الرئيسة:
- عدم اندماج المؤسسات التعليمية في العالم القروي في محيطها السوسيوثقافي والاقتصادي (الأسواق الأسبوعية..المواسم ..أيام الحرث والجني والحصاد..).
- ضعف تأهيل الفضاءات التربوية والتعليمية تأهيلا وظيفيا مناسبا(حجرات الدراسة، قاعات المطالعة،التزويد بالماء والكهرباء، شبكات الأنترنيت، المصحة المدرسية، المراحيض الخاصة، وسائل النقل..).
- ضعف أو انعدام الشراكات التربوية والاجتماعية بين الفضاءات التعليمية والمؤسسات الجماعية..
خلاصة..
إن حرمان تمدرس الفتاة في العالم القروي عرقلة لمسير التنمية الإنسانية المستدامة وتبخيس للرأسمال البشري الذي يعد دعامة مجتمعية أساسية .. ولن يتحقق مطلب تعميم تمدرس الفتاة في العالم القروي إلا بتوفير الشروط الموضوعية خاصة في ظروف الجوائح والأوبئة التي تعد تحديا جديدا ميسمه الرئيس إشكالية التعليم عن بعد..
فدوى أحماد