كلما أسدل المغيبُ خمائلَه ,
باسطا كفَّهُ على الدبيب سِتارا
أوناشرا على البساط سكونَه قرارا
تجمهر حوله لفيفُ فراش ،
إستظرَ وميضَ الأنسِ اسْتِنظارا !
على الأثير ناي ، اختلس من زفرة الترقب ترنيمة !
نثَرتْ نغماتَ الشوق ، أُُوارا
ثمةأَزاهير أماطتْ ليلا عن زينتها خمارا ،
ورُبَّ ليلٍ غبطَ سِحرَهُ وهجُ النهار !
ثمة عبق وَجْد ، تسلَّلَ من صمت العاشقين ! عطورا
لَكَمْ تعاظَم ذاك اللَّيل بالأسْمَار !
كأنه , مَدَّ حِقَباً لِعِقْدِ الأعمار !
على مداه ، إنْتَخَبَ القلمُ أقمارا !
أيها السُّهاد ! المُوَشَّى بِأَصناءٍ النَّوار
آه لو اختلس الصدى رشفة
من مناجاة الأسحار !
لَإِهْتاجت دهشة الأنباض
على وريد مكلول ، وتوالت الرعشات
كنواقيس توقظ ما استرخى
على المسام من جديلة
ايها الدّم المسجور هوى !
أكلّما جَنَّ ليْلُكَ ،
أَفْرَجْتَ عن جنونك !
وحدهم المجانين ، يناجون ،
حشدوا الليلك ، فتصايح سِجال الأزهار !
عصروا الرَّحيق ! لُغةً تنسابُ قُطارا !!
فأباحوا خَمْرةَ الأَنْجُمِ نبيذ أنوار !
سكبوه نخب عشق ، يصاغُ عذب أشعارا
كلما شربَ منها ، مُسَهَّدٌ ،
هَدَجَ مُثْمَلاً يَشقُّ لقلبه مدارا
فضَوَتْ إليه طائفةً به، نشوى
منْ وَجْدِ السُّكارى !
وعَرْبد الشوقُ دائرا
حول تيهِهِ دوْرا
علَّ الشطحَ !مِن وضَح القُرب ،
يُسدي إليه خيارا !!!
أيغرس نوارة القلب في أصيص الدُّنى ،
أم ينصهر في هوى لاهب
قد تسْتَسْقي لواعجُه من الغيوب
واردات تنفلقُ فسائلُها اسرارا
تطرق ذخائرُها رتاج الفتح يُجلي
رشْح عتمة اتلفتْ وضحَ النهار
وفاء التهامي الوزاني