أصبح من الضروري الانخراط الكلي في التضامن الاجتماعي وخاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة، بسبب انتشارواستمرارفيروس “كوفيد 19″، ليس تطبيقا للقوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، بل لأن تعاليم ديننا الإسلامي كانت سباقة إلى فرض وطرح هذا السلوك الإنساني، الموسوم بالرحمة، وجعله أمرا مألوفا جدا بين العباد، بل وثقافة يومية ولاسيما بالنسبة لمن يستطيعون العطاء والإنفاق، بحكم إمكانياتهم المتاحة والكبيرة.وهذا التضامن والانخراط فيه ليس بالضرورة أن يكون مفعلا من طرف مؤسسات الدولة التي تختلق بعض الأعذارالطارئة وتضع بعض الشروط المعجزة، بين الحين والآخرأمام الفئات الهاشة والمحتاجة.ذلك أنه بواسطة التضامن اليومي البسيط بين العباد يمكن التخفيف أو التغلب تماما على تداعيات فيروس “كورنا” وتحقيق الأهداف والغايات التي باتت تفرضها متطلبات دعم صمود الإنسان وتلبية الاحتياجات المجتمعية في ظل انعدام الموارد لدى فئات عريضة من الفقراء والمحتاجين وهذا التضامن سيقود لا محالة إلى تعزيز أهمية التعاون بين أفراد المجتمع وجعله أمرا حتميا مثل مادة الأوكسجين، مع التركيز على الأشخاص المرضى بالأمراض المزمنة وكبار السن وذوي الإعاقة وذوي الدخل المحدود ، أخذا بعين الاعتبارلكل الانعكاسات الفظيعة التي قد تترتب عن تفشي الوباء، إن لم تكن قد ترتبت بالفعل.
ولا شك أنه من ثمار التضامن جعل الفرد يشعر بأنه غير منفصل أومعزول عن المجتمع أوعن الناس لوقوفهم إلى جانبه في السراء والضراء، بتوثيق الصلات والعلاقات الأخوية وتعزيز الروابط المجتمعية وتقوية أواصرالمحبة بينهم في مواجهتهم للأزمات والكوارث، فنعمة الله إذا أحسن تدبيرها بين الناس، إلاوكانوا إخوانا على شفا حفرة من النار، فأنقذهم الله منها.ثم إن الكثير من النعم قد تتكاثرعلى أفراد المجتمع، بفضل التحلي بالتضامن والإخاء بينهم ولنا في السلف الصالح، ألف خير مثال، مما قد يجعل تداعيات الجائحة، تحت سيطرة فطرة الرحمة الإنسانية.لكن، أين نحن من هذا كله واأسفاه .
محمد إمغران