“الشـَّرْبية”🙁[1]): عبارة عن قطعة من الثوب الحريري الأسود ذي الأطراف المذهبة، التي تعرف بـ “الثقال” (فيقال: الشربية مثقلة)، وتلف الشربية فوق البنيقة الموضوعة على رأس السيدة، فتأخذ شكلها وينزل طرفها على الجانبين، لتوضع عليها “السبنية د الذهب”، التي تلف عليها بقية أطراف الشربية، فلا يظهر من السبنية د الذهب إلا حرفها من ناحية الجبين. وفوق ذلك كله، قد تلف المرأة المسنة رأسها بـ”السبنية د البحر” المذكورة سابقا، لترسل أهدابها وراء ظهرها، وقد تأتي بطرف واحد من طرفيها لترصه بالدبوس على الشربية من ناحية جانب خدها، فتسمى هذه الصورة بـ “الطايح والمرفود”، وقد تستغني عن السبنية د البحر، فتلف رأسها في منديل حريري آخر يعرف بـ “البَخـْـنوق”.
“الفـَرْخة”: ثوب حريري أحمر اللون، بأطراف مذهبة أيضا (مثقلة مثل الشربية)، وهي شبيهة بالشربية فلا تخالفها إلا في اللون، إلا أن الشربية تلبسها المرأة المتقدمة في السن، بينما الفرخة خاصة بالعروس والسيدة الشابة. أما طريقة لبسها فهي مطابقة لطريقة الشربية تماما. مع الإشارة إلى أن المرأة التي تحمل الفرخة، غالبا ما تزينها بأنواع الحلي أو بما يعرف بـ “الركايز” – جمع ركيزة – وهي الباقات الصغيرة من الزهور الطبيعية، التي تضعها فوق الحنطوز أو السبنية د البحر، وقد أشرنا إليها سابقا.
“السبنية د الذهب”: هي ثوب حريري غليظ أحمر اللون، شكله مستطيل، وبه خطوط ذهبية وحريرية حمراء، وتوضع هذه السبنية فوق الرأس، وقد ترص فوق الشربية أو الفرخة، حيث تثبت بواسطة الدبابيس فوق إحداهما، فتبقى حاشيتها ظاهرة فوق الجبين، وترسل أطرافها المذهبة على الظهر.
ولا يمكن أن نتطرق لما كانت المرأة التطوانية تضعه على رأسها من المناديل ووسائل الزينة، دون أن نقف على القطع الأخرى التي تعد لتزيين رأس العروس بالخصوص، وهي كالتالي:
“العـَبْرُوق”: وهو قطعة من ثوب الموبّر الغامق اللون (أزرق أو أحمر مائل إلى السواد، وهو ما يطلق عليه في اللهجة العامية باللون الديدي)، طوله نحو متر واحد، وفي وسط إحدى حواشيه مثلث مطرز بالذهب، بطرز الغرزة الرباطية التي تطرز بها الشرابيل. ويشد العبروق فوق الفرخة على رأس المرأة، بحيث يبدو ذلك المثلث المطرز في واجهة الرأس، أي فوق الجبين.
“الشـّـنـْبِير”: وهو قطعة من الثوب الحريري الخفيف المذهب، الذي يبلغ طوله نحو المترين، وعرضه نحو 90 سنتيمترا، له خطوط ذات ألوان، على هذه الطريقة: نحو 60 سنتيمترا من الخطوط باللون الأحمر أو البرتقالي مع الذهب، تليها نحو 60 أخرى من اللون الأخضر مع الذهب، ثم تليها 60 أخرى باللون الأزرق مع الذهب. وكان هذا الشنبير قديما يلف عدة لفات فوق الفرخة، بطريقة تبدو معها جميع ألوانه.
وعندما تتزين العروس بالسبنية د الذهب مع الشنبير، تضع فوق كل ذلك حليا، كالعصّابة والخْلايل والرّكايز والعُقود المكونة من الزهور الطبيعية، فتسمى هذه الزينة بـ “اليقامة د الشربية”.
“الكـْنـْبُوش”: وهو من بقايا الموروثات الأندلسية بالتأكيد، حيث يذكر بعض المؤرخين أنه من الألبسة التي ارتدتها الأندلسية المسلمة، و لم تكن من لباس البربر أو العرب، وإنما تأثرا بالمرأة المسيحية، التي كانت تضع الكنبوش على رأسها، و لعل اللفظ نفسه يعود لأصله اللاتيني (كبوشون) Cappucion – Capuchón.
والكنبوش المعروف في تطوان هو ثوب حريري رهيف، فيه زخارف ذهبية، وعلى حواشيه طرز أبيض وأحمر وذهبي، مع أهداب ذهبية، ويوضع الكنبوش فوق أنواع المناديل التي يشد بها رأس العروس، لكي يتدلى على وجهها. كما تثبته السيدة الشابة على أعلى رأسها فوق الحنطوز، لكي تتدلى أطرافه على كتفيها. وقد طورت العروس التطوانية من شكل هذا الكنبوش عندما غيرت شكل قفطانها، وطورت مظهر شعرها، واستغنت عن الحنطوز، فأصبحت تغطي شعرها بواسطة ما يعرف بالبيلو (El Velo). وهو مأخوذ عن المظهر الذي تبدو عليه العروس الأوربية، بما يغطي وجهها من ثوب رهيف جدا قصير أبيض مطروز بغرزة تعرف بغرزة البيلو.
الرّدا: وهو الرداء الذي يستعمل لتغطية جميع لباس العروس، وبه تختلف عن باقي السيدات يوم الحفل الأكبر، حيث يكون من القماش الحريري الرهيف الرفيع، وتزين أطرافه بالشريط المذهب أو الفضي الثمين، ويكون طوله بحيث يسمح بقبضه من أعلى رأس العروس ليتدلى على بقية ثيابها من الأمام ومن الوراء، ثم يقبض من ناحية الكتفين بالخرصتين، فيطلق عليه (الرداء المسغنص).
الحلي عند المرأة التطوانية:
تعرف مجموعة الحلي الذي تستعمله السيدة لزينتها باسم “الفْنيق”، ويضم الفنيق ما يأتي: المْدايج – الخْناقات – تازْرة – اللـَّـبّة – خيْط الروح – التسبيح – الشعير – البْزايم – الخْلايل أو الشطبات – العصّابة – التاج – المْوانس – التعْمير أو الخُرصة – السّفيفة – الدلادل – السّفوف – العْقارش – المناكش (الأقراط) – المفاتل – الرّفافد – المسايس – المقافل – اليدّين د الجوْهر – الخواتم – الخلاخل. وفيما يلي بيان كل ذلك:
المْدايْج والخناقات: المدايج جمع “مْدِجّة” وهي عقد من الجواهر، مكون من عدة صفوف أو خيوط، وقد يفصل بين هذه الجواهر في كل خيط أو صف منها أحجار كريمة ملونة. وتوضع المدايج على صدر العروس كأرضية لما يأتي فوقها من الخناقات، أي العقود،
ومفردها “خناق”، ومنه “الماصّو” وهو العقد ذو الصفوف المتعددة المتراصة التي توضع موالية لعنق السيدة. أما الخناق فهو العقد المكون من عدة صفوف أو خيوط من الجواهر، التي تتخللها الأحجار الكريمة التي تضمها ثم تتفرق، لكي تجتمع كلها بواسطة شريط حريري يربط في ناحية القفا.
تازْرَة واللبة: فالتازرة هي سلسلة من الذهب الخالص، وفي وسطها ثلاثة أقراص ذهبية متباعدة، مرصعة بالجواهر والأحجار الكريمة الملونة، وترص التازرة على صدر العروس فوق المدايج والخناقات. أما اللبة فهي القلادة الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة، ويزين بها الطوق فوق العقود.
خيط الروح: (وليس خيط الريح كما يسميه بعض المتأخرين)، وهو عبارة عن قلادة من الجوهر والذهب قد هيئت بأنابيب من الذهب المنقوش المرصع، تليها خيوط من الجوهر بالتناوب، ثم يتوسط كل ذلك بروش ذهبي على شكل طائر ذي جناحين مبسوطين، يعرف باسم “سيوانة”. ويرص الخيط على صدر العروس فوق الخناقات والمدايج أيضا.
التسْبيح والشعير: فالتسبيح هو خيط طويل على شكل سبحة، مكون من حبوب المرجان الأحمر وحبوب الذهب المنقوش بالتناوب، ويوضع هذا التسبيح أسفل الحلي الذي يزين صدر العروس. أما الشعير فهو سلسلة ذهبية مكونة من قطع صغيرة على هيئة سنابل وحبوب أو كرات ذهبية صغيرة، وفي وسطها خميسة مرصعة بالأحجار الكريمة. والشعير مما تختتم به مجموعة الحلي الذي تحمله العروس على صدرها.
[1] – سميت الشربية بهذا الاسم نسبة للشَرب أي الحرير، بينما سميت الفرخة فرخة، لأنها تعتبر بنتا للشربية.
(يتبع)
ذة: حسناء محمد داود