هي مكتبة خاصة تضم الرصيد الثقافي والفكري الذي أنتجه وجمعه مؤسسها مؤرخ تطوان الأستاذ محمد داود (1318- 1404 هـ = 1901 – 1984 م)، مع ما أضيف إليها من كتب ومخطوطات وصور ووثائق بعد وفاته رحمه الله.
وتعتبر هذه الخزانة من أهم وأكبر المكتبات الخاصة بمدينة تطوان، ولقد أوقفها مؤسسها رحمه الله على عائلته، حتى يستفيد منها كل من له اهتمام بالعلم، لكن أفراد العائلة فضلوا أن يكون نفعها أعم وأوسع، فسمحوا لكريمته الأستاذة حسناء داود أن تتولى إدارتها وتنظيمها وفهرستها وفتحها في وجه الدارسين والباحثين الذين يفدون عليها من كل حدب وصوب، ليستفيدوا من محتوياتها الثمينة والفريدة. وقد تم فتحها بالفعل في وجه العموم سنة 1986 م.
عنوانها:
الخزانة الداودية – باب العقلة – شارع المفضل أفيلال – تطوان (المغرب)
أهدافها:
- الحفاظ على التراث المتعلق بمدينة تطوان والتعريف بهذه المدينة وأصالتها في إطار الحفاظ على التراث المغربي بصفة عامة.
- إفادة الباحثين والدارسين بتنظيم وتهيئ المصادر والمراجع التي تتوفر عليها، وجعلها رهن إشارتهم.
- إقامة المعارض والمساهمة في الأنشطة الثقافية على اختلاف أنواعها في مختلف المناسبات.
- السعي لتنمية الموارد المعرفية وإغناء الرصيد الأدبي وربط العلاقات مع مختلف المؤسسات الثقافية التي تعمل لنفس الأهداف داخل المغرب أو خارجه.
محتوياتها:
تشتمل الخزانة الداودية على ثلاثة أجنحة:
1 – جناح الكتب المطبوعة: ويضم مايلي:
- القسم العربي
- القسم الأجنبي
2 – جناح المخطوطات والوثائق والصور:
ويضم ما يلي:
- قسم المخطوطات العربية
- قسم الوثائق:
- الوثائق والمستندات التاريخية (ظهائر ورسائل سلطانية ووزيرية وقرارات وشهادات وغيرها، ويرجع تاريخ أقدم وثيقة أصلية بالمجموعة إلى سنة 1116 هـ = 1704 م)
-
الوثائق العدلية (رسوم البيع والشراء والعقود والهبات والوصايا والتركات وغيرها، ويرجع تاريخ أقدم وثيقة منها إلى سنة 984 هـ 1586 م)
- قسم الصور: ويشمل الصور البريدية العالمية، والصور الشخصية والجماعية والصور التاريخية والوطنية، والملفات المختلفة (أكثر من 15.000 صورة).
- مجموعات الطرائف: كالطوابع البريدية، وبطاقات الزيارة، ودعوات الأعراس والحفلات، والخرائط الجغرافية … إلخ.
3 – جناح الصحافة: ويضم مجموعات من الجرائد والمجلات العربية الصادرة بمختلف أنحاء العالم (أفريقيا وأوربا وآسيا وأمريكا) منذ أوائل القرن العشرين القرن العشرين، بالإضافة إلى مجموعة مهمة من الصحافة الإسبانية.
من نوادر مخطوطاتها:
- «المصحف الغرناطي»، ويعتبر تحفة نادرة من بقايا التراث الأندلسي بالمغرب، إذ يرجع تاريخه إلى القرن الثامن الهجري (الرابع عشر الميلادي)، وهو مخطوط يضم بعض الجزء 49 من القرآن الكريم ، وقد كتب بخط كوفي على رق الغزال، كما زين بزخارف مذهبة وملونة رائعة.
- «كناش الحايك في صنائع الآلة الأندلسية»، وهو الكناش الأصلي لمؤلفه محمد بن الحسين الحايك، وقد كتب بتاريخ 1202 هـ = 1788 م، وهو مخطوط في غاية الجمال، ويعتبر الكتاب المعتمد فيما يخص جميع الأشعار والأزجال المغناة في الموسيقى الأندلسية الأصيلة.
- ديوان ابن خفاجة الأندلسي، مخطوط كتب بتاريخ 997 هـ = 1588 م.
- الجزء الثاني من كتاب الكافي في علوم الدين لمحمد بن يعقوب الكليني، مخطوط كتب بتاريخ 974 هـ = 1567 م.
- مجموعة كنانيش تضم نسخ الظهائر الخليفية والمكاتيب والقرارات وتقارير الخدمة الصادرة عن مختلف الإدارات بحكومة المنطقة الخليفية بشمال المغرب في فترة الحماية الإسبانية بها.
من طرائف مطبوعاتها:
- مجموعة الكتب المطبوعة طباعة حجرية، وهي لأشهر العلماء المغاربة الأجلاء الذين أصبحت كتبهم اليوم في حكم المخطوطات والنوادر، بالإضافة إلى مؤلفات مشاهير الكتاب والأدباء المطبوعة في مختلف البلاد العربية، وخاصة مصر والعراق ولبنان وسوريا وتونس والجزائر … الخ. وكذا الكتب العربية المطبوعة في مختلف بلدان العالم.
- مجموعة الكتب الصادرة باللغات الأجنبية (الإنجليزية والفرنسية)، وخاصة الكتب باللغة الإسبانية، وهي الكتب الصادرة عن مختلف الهيئات والمؤسسات الثقافية التابعة للإقامة العامة الإسبانية بمنطقة شمال المغرب إبان فترة الحماية (1913 – 1956 م)، وتتعرض هذه الكتب لمختلف الجوانب المتعلقة بالناحية التاريخية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية والأدبية في هذه المنطقة وغيرها.
- مجموعة الكتب والمؤلفات التي تحمل إهداءات أو توقيعات أو حواشي وطررا بخط أبرز العلماء والأدباء والباحثين في مختلف أقطار العالم العربي والإسلامي خلال النصف الأول من القرن العشرين، ممن كانت تجمع بينهم وبين مؤسس هذه الخزانة صداقة أو لقاءات في ظروف علمية أو ثقافية.
خاتمة:
ومن الجدير بالذكر أن الخزانة الداودية قد انتقلت من مقرها القديم الملحق ببيت مؤسسها محمد داود رحمه الله بحي باب العقلة شارع التدرج رقم 18، إلى مقرها الجديد الكائن بحي باب العقلة، شارع المفضل أفيلال، وذلك في أكتوبر 2015. وهذا المقر قد تم تسليمه لمؤسسة محمد داود بناء على الاتفاقية الموقعة بينها وبين ولاية تطوان ونيابة وزارة التربية الوطنية بتطوان.
وأنها ما فتئت تضيف إلى محتوياتها ما يزيد في قيمة رصيدها الثقافي الزاخر بكيفية متواصلة، هذا الرصيد الذي جعلته رهن إشارة الباحثين من الأساتذة والطلبة الجامعيين الذين يقصدونها من كل حدب وصوب، كما أنها تعبر عن كامل استعدادها للتعامل مع جميع المؤسسات الثقافية العاملة على تشجيع العمل الثقافي والبحث العلمي الهادف، والله الموفق.
دة: حسناء داود