نوقشت بآداب تطوان يوم الثلاثاء ١٩ يوليوز أطروحة الطالب الباحث نورالدين عطوف في موضوع : «نفحة الرؤوف على دعوات مذهب المخوف للشيخ محمد تقي الله ماء العينين : تحقيق ودراسة»، بإشراف الدكتور محمد كنون الحسني وعضوية الدكاترة : جميلة رزقي رئيسة، وإبراهيم إمونن ومحمد الفهري. وبعد المناقشة والمداولة مُنحت للطالب الباحث نورالدين عطوف شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا، وهذا ملخص التقرير الذي قدمه الطالب الباحث :
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله أعز معروف، وأجل موصوف، لا إله إلا هو الرحيم الرؤوف، المنزه عن الظرف والمظروف، دعانا سبحانه لدعائه في المرغوب والمخوف، ووعد بإجابة كل ملهوف، ووعدُه سبحانه غير مخلوف، ووقانا مهاوي الحتوف، والصلاة والسلام على النبي العطوف، الذي أحيى الله به القلوب وجمع به الصفوف، وعلى آله وأصحابه وأتباعه ما تدفقت نفحات من الغيب المحفوف بأسرار الحروف، وما تواردت على أهل الله فيوضات الكشوف. وبعد:
لا تخفى حاجتنا العظمى للدعاء ما دمنا طالبين الأمن والأمان، فالدعاء هو الذكر، والذكر بوابة الطمأنينة؛ لقوله تعالى: ﴿ævöFù^qj@]A >ApöaóEöÓAÓ§ ev«<EöÓ> ]Fæo ~bbYöFpöaiöaZX PsÌöù^q`YöF $çf/@¢A ]%&A PsÌöù^q`YöF çf/@¢A ev«<EöÓ> ]F c_CpöaiöaZW>j@H (29)﴾)[1]) ولا أمن ولا طمأنينة ولا أمان بدون نيل مراتب الكمال ، ولا طريق لذلك بلا توفيق ، ولا ديمومة لذلك بلا دعاء، ﴿æ]%&A PsÌöù^q`YöF çf/@¢A ev«<EöÓ> ]F c_CpöaiöaZW>j@H (29)﴾، ([2]) إنه دعاء الحق ، وحق لنا دعاؤه.
إن تحقيق ونشر التراث نظما ونثرا بصفة عامة، ودراسة وتحقيق المخطوط بصفة خاصة، وجعله محل عناية واهتمام كفيل بإخراج العديد من المخطوطات والنفائس المخفية والمغمورة في المكتبات الخاصة والعامة، وفي الخزانات والزوايا.
ومن نوادر الذخائر التي تزخر بها خزاناتنا المغربية، والتي لا زال أغلبها حبيس الرفوف، ينتظر همة شغوف، وحرص ملهوف، لينفض عنه غبار النسيان، ويخرجه من السر للإعلان، هذه الدرة الأدبية والجوهرة الصوفية، التي خُطّتْ بيراع العرفان، وكتبت بقلم الإيمان لتذهب بنفحاتها الربانية كل المخاوف الإبليسية، وتحقق القرب والأنس لمبتغي الدرجات العلية، ومريد المقامات السنية، التي سماها مبدعها الإمام محمد تقي الله ماء العينين: (نفحة الرؤوف على دعوات مُذهب المخوف) والتي أتشرف بخدمة جنابها، والتبرك بأعتابها، تحقيقا ودراسة وفهرسة، أسأل الله القبول، والصفح عن القصور، اللهم آمين. بإشراف ومساعدة من أستاذي الجليل الدكتور سيدي محمد كنون الحسني، والدكتور سيدي عبد اللطيف شهبون اللذين كانا لي عونا وسندا في كل خطوة من هذا العمل بهذا الكتاب، بتوجيهاتهما السديدة، ونصائحهما القيمة، فلهما مني الشكر الجزيل، والثناء الجميل، وأسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يحفظهما وأن يمدهما بمدده وأن يديمهما ذخرا للإسلام والمسلمين، وأن يجزيهما عن العلم وطلابه الجزاء الأوفى، وأن يجعل أجر وفضل هذا العمل في صحائف أعمالهما إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والفضل كل الفضل يعود لمن كان سببا في إخراج هذا العمل، وهو المرحوم الدكتور سيدي عبد الله المرابط الترغي تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه، وأنعم عليه بعفوه ورضوانه، الذي دلني على مخطوطة مكتبة: مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بطنجة لهذا الكتاب، فقمت بعون من الله وتوفيقه بتحقيقه وإخراجه إلى حيز الوجود، ووضعه بين أيادي الجمهور في حلة قشيبة، رجاء الدخول في خُدَّام العلم وحامليه، وأملا أن يشملني قول ربنا جل وعلا: ﴿ølÓöYXØsÓöF fb/@¢A ævöFù^qj@H >ApöaóEöÓAÓ§ ÷~.ööóEöù ævöFù^qjAæo >ApöaFo£A Ó~>iùm>j@H $¾D#<ÓÑæt]ræ (11)﴾،([3]) ومساهمة في إحياء التراث الإسلامي عموما والتراث المغربي الصحراوي خصوصا، ولمكانة هذا المتن ومؤلفه، وهذا الشرح وصاحبه، رحمهما الله تعالى، ورضي عنهما.
وأرجو أن يضيف هذا البحث إلى الجهود السابقة فائدة جديدة، وأن يفتح الطريق أمام بحوث لاحقة تثريه وتكمل ما فيه من نقص، فالمعرفة الإنسانية تراكمية، يضيف اللاحق إلى السابق، وكما قال الشاعر:
وَأَزرَقُ الفَجرِ يَأتي قَبلَ أَبيَضِهِ | وَأَوَّلُ الغَيثِ قَطرٌ ثُمَّ يَنسَكِبُ([4]) |
فتحقيق المخطوطات يكشف الغطاء عن رجالات أدبية وفكرية ودينية وسياسية.. استطاعت أن تسطر في عصرها بطولات رائدة، وأعمال خالدة، وإبداعات متميزة، ومؤلفات بارزة ونادرة، ولكنها ظلت في خبايا النسيان وطي الكتمان وحكم المجهول.
لكن بفضل توجهات الجامعة المغربية عموما وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان خصوصا -تكوين النص الأدبي العربي القديم تحديدا، والتي أتشرف بالانتماء إليها – نحو التعريف بالتراث المغربي ودراسته، وتحقيق مخطوطاته ونشره.
والكتاب يتناول – كما يدل عليه عنوانه – ( نفحة الرؤوف على دعوات مُذهب المخوف ) شرحا لكثير من العبارات المستغلقة والألفاظ المبهمة في كتاب: ( مذهب المخوف على دعوات الحروف) لوالده الشيخ الإمام العالم الهمام صاحب المآثر الفاخرة والكرامات الباهرة القطب الرباني والعارف الصمداني الشيخ ماء العينين ابن الشيخ محمد فاضل بن مامين الشنقيطي الحسني؛ الذي يحتوي على أسرار العلوم الروحانية والأسرار الربانية ويتضمن العديد من الأوراد والأدعية المأثورة، أدعية روحانية للحروف الروحانية الربانية جميعها، ثم يتحدث عن دعاء الواقعة ودعاء لو أنزلنا ودعاء التسخير وسر عظيم البركة ثم يتحدث عن أسرار عبد القادر الجيلاني الروحانية، وعن سر أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن سر ابن عباس رضي الله عنهما، وسر آيات القصبة، وسر آية الكرسي. فالكتاب مليء بالأدعية للحفظ والتحصين من الجن والعفاريت، ومليء بالفوائد الروحانية المجربة الصحيحة، التي تروى بالأسانيد المتصلة عن والده الشيخ العارف الرباني، سيدي المصطفى ماء العينين؛ الذي أفنى عمره في تربية المريدين، وتوصيل السالكين، بأدعية جليلة الفائدة، عظيمة المنفعة، وتسمى أوراد الأيام، كُل وِردٍ له خاصية ليست لصاحبه، فالكتاب درة من الدرر الروحانية الهامة.
ويعد البحث والتنقيب في تراث المخطوطات عملا مقتدرا وهاما بالنظر إلى ما يحف هذه الممارسة من صعوبات كبيرة في الجمع والتحقيق والدراسة والتحليل من جهة، ولما ينطوي عليه هذا العمل من غنى في المعارف والقضايا والظواهر التي مازالت مجهولة الإدراك، وبعيدة عن التناول الدراسي من جهة ثانية.
وفي هذا السياق يندرج تحقيق هذا الكتاب (نفحة الرؤوف على دعوات مُذهب المخوف)، للشيخ الرباني محمد تقي الله ماء العينين.
والمخطوط في نسختين كاملتين كتبتا بخط مغربي مقروء:
النسخة الأولى: الأصل: ( أ )
- المكتبة: مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بطنجة
- عدد الأوراق: 147
- متوسط عدد السطور في اللوحة: 14
- المداد: الشرح مكتوب بالأسود، والعناوين ولفظة (قوله) تارة يكتبها بالأحمر وتارة بالأخضر.
- الخط: مغربي مقروء
- وضعية النسخة: جيدة، وهي تامة وسليمة ومقروءة، وإن كان المداد قد تحلل شيئا خفيفا.
النسخة الثانية: (ب)
- الخزانة العلمية الصبيحية بسلا
- مسجل تحت رقم 340
- متوسط عدد السطور في اللوحة: 14
- المداد: المتن والشرح مكتوب بالأسود.
- الخط: مغربي مقروء
- وضعية النسخة: جيدة، وهي تامة وسليمة ومقروءة.
علاقة الموضوع بالوحدة، ودواعي اختياره وسببه:
أولا: يمكن تجلية هذه العلاقة في كون المخطوط يمثل نوعا من النثر الأدبي جدير بالاهتمام، وهو النثر الصوفي؛ ذلك أن المعاني التي يكتب فيها الصوفية، والإشراقات التي يسجلونها، لا يتأتى لكل أحد أن يعبر عنها، إذ هي أذواق وأشواق تتطلب رصيدا لغويا كبيرا، وقدرة على تصريف الكلام، ودربة في صياغة الأساليب، وهذا يتطلب أن يكون الكاتب متملكا ناصية الأدب، عارفا بفنونه وما يحتاج إليه منها.
ثانيا: النثر الصوفي يحمل في طياته كثيرا من الخصائص الأدبية، والقيم الإنسانية، والقضايا الفكرية، وما الأدب الصوفي إلا واجهة جميلة لمضمون أجمل، فقد كتب بلغة أدبية عُليا تحتكم إلى أصول الأدب وقواعده، فمن ثم كانت الدراسة الأدبية بمفهومها العام ولهذا المنحى النثري بمفهومها الخاص، دراسة واعدة، تأخذ على عاتقها كشف الخصائص التي تميز بها هذا الأدب.
رابعا: النثر الصوفي ساهم بدور كبير في تجديد الوعي الديني في كثير من البلدان الإسلامية، والمحافظة على توازنها الروحي، وخاصة في اللحظات الحرجة من تاريخها.
رابعا: النثر الصوفي من مقومات الهوية المغربية، وتراثها الأصيل، والذي يستند في عمله التربوي على الجانب السلوكي، من أجل التحقق بالكمالات الخلقية، إلى جانب ما يَنتُجُ عن ذلك من فاعلية تنعكس على خدمة القضايا الاجتماعية للأمة، وتراث الصحراء المغربية يشكل جزءا هاما من هذا التراث المغربي، ورافدا متميزا من روافده الثرة.
خامسا: أدب الزوايا يحتل حيزا كبيرا في الخريطة العامة للأدب المغربي، ومجالا واسعا من مجالاتها المتعددة، ويظهر ذلك فيما خلفه شيوخ الزوايا من أعمال أدبية، وما تركوه من ذخائر علمية، وهذا الكتاب واحد منها ، فهو من كتب الأدب العربي القديم، وواحد من الآثار العلمية الصحراوية المخطوطة المتنوعة التي كتب فيها علماء الصحراء الكثير من المؤلفات العلمية المختلفة وأسهموا من خلالها بدور كبير في ازدهار الحركة العلمية والثقافية في الصحراء، لكنها ما تزال مخطوطة تحتاج إلى التحقيق والبحث والدراسة ، والعالم المجدد الشيخ محمد تقي الله ماء العينين الذي بلغ مرتبة الاجتهاد الروحي الذي هو صنو الاجتهاد التشريعي، كما كان والده رحمهما الله واحدا من هؤلاء.
سادسا: الكتاب إلى جانب أهميته الأدبية والعلمية يمثل ذخيرة كبرى للتربية والتزكية والسلوك يستفيد منه المربي والفقيه والمصلح والأديب..
سابعا: الإسهام بهذا العمل في إحياء التراث الإسلامي عموما والتراث المغربي الصحراوي الأصيل خصوصا، وإخراجه إلى حيز الوجود، ووضعه بين أيادي الجمهور في حلة قشيبة.
ثامنا: المحاولة في تسليط الضوء على المشروع التربوي والإصلاحي للشيخ ماء العينين وأبنائه الذي يتأسس على مبدأ توحيد المجتمع بمختلف أطيافه، لتجتمع الأمة وتنصهر في إطار مرجعي متين وثوابت موحدة، فتذوب مع هذه الوحدة الروحية جميع الاعتبارات العرقية والقبلية والطبقية والطائفية، وتتعمق تبعا لذلك الروابط الاجتماعية ويتقوى التماسك والتمازج بين مختلف أطياف المجتمع.
تاسعا: التعريف:
- بالمؤلف صاحب المتن (الأب) وهو أحد أقطاب التربية والسلوك بالصحراء المغربية مؤسس الزاوية المعينية بمدينة السمارة: الشيخ سيدي المصطفى ماء العينين (ت1328هـ 1910م.
- وبالشارح (الابن) الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ ماء العينين (ت1320هـ- 1902م)، أحد العباقرة الأفذاذ الذين يمرون بعالمنا مرورا خاطفا، كشهاب ثاقب يضيء الأفق في طرفة عين ثم يختفي فجأة كما ظهر، ويعيشون حياتهم بالعرض لا بالطول: فحياتهم قصيرة، لكنها عريضة بكثرة ما أنجزوا من الأعمال الخالدة التي يعجز عنها أصحاب الأعمار الطويلة، فحياتهم تقاس بكثرة الأعمال، لا بطول الأعمار. فهذا الشاب الذي لم يتجاوز الثالثة والثلاثين من عمره أجمع مترجموه على أنه كان عبقريا موهوبا، ومقرئا حافظا، وعالما جليلا، وشاعرا عظيما، ومؤلفا كبيرا، وتقيا صالحا، وسياسيا محنكا، وفارسا راميا.
- عاشرا: إتحاف الدارسين بمادة تمزج بين اللغة والتصوف العملي الذي يعتبر منهجا للارتقاء بالعمل التعبدي إلى مستوى الذوق المعرفي، وكذا استثمار هذه التجربة في خدمة القضايا المصيرية للأمة.
اعتبارا لما سبق، فقد دلني على مكان المخطوط المرحوم الدكتور سيدي عبد الله المرابط الترغي تغمده الله بواسع رحمته وغفرانه، وأنعم عليه بعفوه ورضوانه، الذي توجد نسخة منه بمكتبة: مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بطنجة.
منهج البحث:
استعنت في إخراج هذا العمل بكل المناهج التي تخدم قصدي في دراسة وتحقيق هذه الدرة الأدبية والجوهرة الصوفية، لاستخراج كنوزها ومعارفها، وهكذا، فقد اعتمدت على المنهج الوصفي والمنهج الاستقرائي، في توثيق النص وضبطه وإجلاء الغموض عنه، ودراسة متنه، كما لجأت إلى المنهج التحليلي أثناء تحليل بنيات الكتاب واستنباط منهج المؤلف، ثم المنهج المقارن والإحصائي، وأخيرا المنهج التاريخي حين تعرضت إلى الجانب السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والأدبي والعلمي والثقافي، لعصر المؤلف خلال القرن التاسع عشر بالمغرب الأقصى.
خطة البحث
فالمنهج الذي اعتمدته في مقاربة تحقيق هذا المخطوط، هو المنهج العام، حيث قسمت البحث إلى: مقدمة، وقسمين رئيسيين، وخاتمة، ثم الفهارس اللازمة.
أما المقدمة فبينت فيها علاقة الموضوع بالوحدة، ودواعي اختياره وسببه، وأوضحت خطته ومنهجه.
وأما القسمان، فهما على الشكل التالي:
القسم الأول: الدراسة، فقد اشتمل على ثلاث فصول:
الفصل الأول: عصر الشيخ ماء العينين: تناولت فيه الحديث عن أبرز القضايا التي يشتمل عليها الكتاب وهي:
1- وضع التأليف في سياقه التاريخي من خلال دراسة الحياة العامة في عصر الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ ماء العينين، السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والأدبية والعلمية والثقافية، خلال القرن التاسع عشر بالمغرب الأقصى.
2- مكانة العلوم والآداب في زاوية الشيخ ماء العينين:
والفصل الثاني خصصته للتعريف بالمؤلّف والشارح:
أولا: ترجمة الشيخ المصطفى ماء العينين(الأب) (صاحب المتن).
ثانيا: ترجمة الشيخ محمد تقي الله ماء العينين(الابن) (شارح المتن).
وأما الفصل الثالث فخصصته للتعريف بالمؤلَّف: (نفحة الرؤوف على دعوات مذهب المخوف).
– إثبات نسبة الكتاب إلى الشيخ محمد تقي الله ماء العينين.
– تحليل العنوان.
– منهج المؤلف في الكتاب.
– النسخ المعتمدة وعملي في المخطوط.
– وصف المخطوط.
– نماذج مصورة من النسخ المعتمدة في التحقيق: (نسخة مؤسسة عبد الله كنون للثقافة والبحث العلمي بطنجة، ونسخة الخزانة العلمية الصبيحية بسلا).
– المتن المشروح –كاملا- (مُذهب المخوف على دعوات الحروف)
وأما القسم الثاني: فهو تحقيق النص المخطوط.
ثم شرعت في تحقيق متن المخطوط (نفحة الرؤوف على دعوات المخوف) الذي بذلت وسعي في تخريج متنه، مضيفا له علامات الترقيم المناسبة لإعانة القارئ على فهمه. والعمل المتبع في إخراج هذه الرسالة ضمن هذا البحث المتواضع كان وفق الخطوات الآتية:
- قراءة المخطوط بالأناة والتؤدة والصبر والمصابرة، والتزام قواعد الإملاء الحديث.
- عدم التصرف في الأصل بأي زيادة أو تغيير.
- وضع علامات الترقيم وتقسيم فقرات النص للضبط، ليستعين القارئ بذلك على قراءة وفهم النص.
- إدراج شرح بعض المفردات في المتن حيث وضعته بين عارضتين أو في الهامش.
- عزو الآيات لسورها وأرقامها في المصحف الشريف برواية ورش عن نافع المدني.
- تخريج الأحاديث النبوية الواردة في النص بعزوها إلى أصولها.
- ترجمة لأهم الأعلام البشرية الواردة في الكتاب.
- عزو الأقوال إلى أصحابها وإحالتها إلى مصادرها.
- التعريف بالمصطلحات الصوفية.
- إعداد فهارس عامة للآيات القرآنية والأحاديث والآثار والأبيات الشعرية والأعلام والمصطلحات الصوفية والكتب والحروف وعبارات المتن المشروح والصادر والمراجع والموضوعات.
ومن التحديات والصعوبات التي اعترضتني في إنجاز هذا البحث، صعوبة الحصول على مصادر الترجمة للمؤلف وأغلبها يوجد في خزانات ومكتبات خاصة.
سافرت إلى عدة مدن مغربية منها مدينة العيون، وتواصلت مع مجموعة من أسرة الشيخ ماء العينين قصد الاطلاع على بعض المصادر والمراجع التي ما تزال مخطوطة أومرقونة في ملكية خاصة، كما سافرت إلى مدينة سلا (الخزانة العلمية الصبيحية) والمكتبات الوطنية والجهوية والمحلية.
وفي ختام هذه المقدمة العامة لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الامتنان وعظيم الشكر لأستاذي الجليل المشرف الدكتور سيدي محمد كنون الحسني، والدكتور سيدي عبد اللطيف شهبون اللذين كانا لي عونا وسندا في كل خطوة من العمل بهذا الكتاب.
كما أشكر أعضاء اللجنة العلمية السادة الأفاضل، الذين تحملوا عناء قراءة وفحص هذا العمل ومناقشته، إسهاما منهم في أن أستدرك ما فاتني، خاصة وأنني لا أزعم أنني قد استوفيت الكفاية والنهاية في التحقيق والدراسة، وإنما هو جهد وإضاءات توخيت فيها الجد في العمل، والصدق في البحث وحسن النية.
وأخيرا هذا الجهد مهما بلغ فهو جهد المقل، ومن الله التوفيق والسداد، والهادي إلى سبيل الرشاد، فإن صادف هذا البحث استحسانا، فذلك من فضل الله ثم من أساتذتي الكرام، وإن أصاب ما هو غير ذلك، فهو من تقصيري، والحمد لله في البدء وفي الختام.
([4]) ديوان البحتري/ تحقيق وشرح وتعليق: حسن كامل الصيرفي/ (1/171). دار المعارف ـ مصر/ الطبعة الثالثة.