صباحا عند نُقطة الصِّفر.
الْتَقيْت “عُمْري” الذي عصَفَت به السِّنون.
الْتَفَتَ إليَّ يُحدِّق واسْتَقر
يَلْحَظُ أكثرَ ما كان العُيون.
فقلتُ: يا سيّدي، يا أيّها العُمر،
عادتي أنْ أرْتبِك وأخْفِض الجُفون…
لكنِّي أرانِي مِنك واجِلةَ النَّظر.
أتأملك وأتحَداك كَلَهيب سَقَر.
وهِمْتُ لأهْرُب عَبر تراتيل القَدَر…
انتظري! صاح: خُذي مِني شَمْل الرُّؤى والبَصر:
وأما لِحالك كما أرى واسْتقر،
لي فيه كلام و بُعد نَظر…
اِعْلمي أنَّ هذه الحياة تَحدّ وعِبر…
هناك ما يحتمل الجُنون…
هناك ما يدعو للاستكانة والرُّكون.
وهناك ما يجب فيه وضع نقطة وعودة لبادئ السَّطر.
ثم ابتسم وأردف مسْتَخِفا بنبرة شَجن:
أما في الحلم واستعارةِ العِبارَة وما يسطرون :
فهناك ضياء وشمس وبيت من مَجاز…
وهناك عرش وكرسي و…خاتم سليمان…
هناك ألف ليلة بقصص تُحَقِّق الإعجاز للمستحيل وأساطير الأولين و…أسطورة اليونان …
وهناك أيضا جنَّة تُحَقِّق موازين العدْل لكل تحنان تعْبان….
وهناك كتاب ودستور وأجَل فيه العباسة وجعفر يلتقيان…
وهناك وهناك… وهناك
وأهمُّ ما في الهناك غروب لا يأبى النِّسيان.
ولا نِسْيان ورقتِكِ وما ستَخُطّين – بَعْدُ – يا نون ، بعدَ ما عصَفت بكِ خَسْفا السِّنون …
يا عُمرُ: أجَبْتُ، كَمَنْ مِنْ طَيَّات رحْلته اعتبر:
وما نَثَرَ “الضَّغْثُ على إِبَّالَة”! …
أنت عليكَ فقط أنْ تُدَوِّن ما كان وسيكون..
فما نحن في هذه الحياة إلاّ رسالة…
ولنا أمر بمبادٸَ لا تُھينُ ولا تَهُون….
لا عليَّ ولا علی أيِّ مَغربي مَغاربي من بلاد الشُّجون…
سننخرط في طَرْح الخوْف والسُّکون…
ونَطْرح کُلَّ ما يجب الطَّرح… نقدا، وأجناسُ القَولِ فنُون…
يا دَهْرُ ما الانتکاسات إلا حَفْر في ذاکِرة الرّيحان…
و ما يذرف “البيانو” بلونيه معا إلا أعذب الألحان…
النِّساء إذا حَلَفن…يأتين بضِمَاد وشَوْك يَعْقِر الوصْل بالدِّهان…
وما باحَت به شهرزاد، ذِکر لنا فيه و شٶون…
الله أقسمَ بالقلم وما يسطرون.
فکيف تَلينُ مَنْ لها مِن قَدَس الحروف (نون)…🌿
ذة. نادية الزقان.