حينما نستحضر الباحثة والأكاديمية المتميزة الدكتورة هدى المجاطي، نقف على عديد الشّمائل والغايات النّبيلة وعلى تجربة إنسانية جديرة بالتأمّل والتقدير كانت تمثّل مطلق الطّموح ، انصهرت فيها خبرات ومعارف ورؤى وقيم ، فصارت بحقّ عنواناً عميق الأثر في نفوس المتلقّين، رغم مسيرها القصير/ الكبير في درب التّدريس ..
الدكتورة هدى المجاطي، الصّوت الطّالع من شموخ جبال مدينة شفشاون ، شقّت دربها بصبر وعزم ويقين، باحثة عن معنى المعنى وعن الطّريق لفهم الذات والآخر.. وعن ومساحة الأدب الشاسعة التي تغني عن مثبطات الحياة ومنعرجاتها.. وعن التّراث الثقافي الذي يقود النّجمة إلى سمائها ..
كانت هدى في كلّ هذا وفي غيره وبكفاءة نادرة، سليلة بيت عِلم وحصيلة سنوات من البحث الرّصين.. فضلا عن الحرص الشّديد في تفعيل مبدأ الجودة ، قادها في ذلك وأسهم في تشجيعها أساتذة لهم مكانتهم في الواجهة الثقافية وفي حقل الدّرس الجامعي.. فكانت تمثّل تطويراً أصيلا وفي كلّ مرّة كانت تطلع علينا بفتنة مؤلّف جديد وفاعل ..
لقد مثّلت الدكتورة هدى المجاطي جيلا جعل مسافة بين دوّامة استسهال البحث والنّزعات المتضاربة، وبين الممارسة العِلمية المبنيّة على دورها الحيويّ وعلى الإرادة والمثابرة الخلاّقة وعلى الوثبة النّوعيّة وعلى مركزيّة الفكرة والموضوع ، إذ لم تسقط يوماً في أسوار الانتماءات الضيقة أو في مرايا النرجسية الخادعة ، بل كانت شعلة من المشاعر الإنسانية، انصهرت فيها خِصال الطيبة وفعل الخير والدّينامية المفتوحة على الآفاق ..
عبد الجواد الخنيفي