وظلام الليل له سرج حتى يغشاه أبو السرج
هذا بيت ثان من منفرجة ابن النحوي
ظلام الليل شدته ، وسرج الليل كواكبه ..
السرج ألطاف رب العالمين تصاحبة كل شدة..
الكلام في البيت مصاغ في قالب استعارة تصريحية ..
ولفظ يغشاه معناه : يأتيه ..
وأبو السرج هو الشمس ؛ جعلت أبا للسرج أو الكواكب لكونها أصلا لها..
والمراد بها في هذا السياق الدلالي لطف الله كبير عظيم مذهب لكل جائحة ، مصيبة ، بلاء ،وباء..
في بيت ابن النحوي تضمين لمعنى قرآني : ” فان مع العسر يسرا ”
في كلام بعض العارفين بالله :
” لقد مرضت مرضة ، فأحببت ألا تزول ؛ لما ورد علي فيها من أمداد الله تعالى.. ”
أودع الحق سبحانه في كل مكروه لطفا..
لكننا لا نسمع قوله تعالى :
” وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ” ؟
صحيح ؛ كرهت نفوسنا أشياء ؛ كانت لنا فيها منافع وخيرات ، فلم نتعظ..
لم نسمع ، بل لم نفهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات..”
في كل بلاء سر و في كل وباء لطف ..
تصاب نفوسنا بخمود ، نشعر بذلتنا حد الدهشة ..
ثم نعود الى صوابنا ؛ وعين صوابنا هو ايماننا بقضاء ربنا ..
لسان حالنا ومقامنا يردد:
الأقدار أنوار.. والبلايا عطايا..والصبرعلى الأقدار كشف لحجب وأسرار..
وظلام الليل له سرج..
عبد اللطيف شهبون