السمع والسماع له مدلول لغوي يفيد : الاصغاء.. والانصات.. والطاعة.. والاجابة.. والتقبل.. والاستجابة..
وله مدلول معجمي يفيد : الذكر المسموع الحسن الجميل.. والغناء وخلاف القياس.. وقالبا موسيقيا عربيا مؤلفا من أربع خانات وجزء يسمى تسليما يعاد بعد كل خانة.. ومسموعا شائعا.. وما تلتذ به الأذن من صوت حسن..
وأما في الاصطلاح الصوفي فلا حصر لتعريفاته ، وايراد بعضها يقوي الرغبة في الاطلاع على البعض الآخر.. ومن ذلك المنتقى المقصور
قول ذي النون
” وارد حق ؛
يزعج القلوب الى الحق ، فمن أصغى اليه بحق تحقق ،ومن أصغى اليه بنفس تزندق.. “
قول أبي يعقوب النهرجوري
” حال يبدي الرجوع الى الأسرار من حيث الاحتراق.. “
قول الشبلي
“ظاهره فتنة ، وباطنه عبرة ؛ فمن عرف الاشارة حل له استماع العبرة ،
والا فقد استدعى الفتنة وتعرض للبلية..”
قول الجنيد
” من سمع السماع يحتاج الى ثلاثة أشياء ، والا فلا يسمع .
قيل له : وما تلك الثلاثة ؟
قال : زمان ومكان واخوان “
قول جلال الدين الرومي
” ذرة من رقصة أبدية ؛ كتب على الروح أن يلتقي بها يوما ؛ كل المخلوقات ترقص رقصتها الكونية ؛ حتى العظام في قبورها.. وحتى الأجنة في بطون أمهاتها.. “
قول الكلابادي
” استجمام من تعب الوقت ، وتنفس لأرباب الأحوال ،واستحضار الأسرار لذوي الأشغال ..”
قول الطوسي
” على ثلاثة أوجه : وجه منها للمريدين والمبتدئين لاستدعاء الأحوال الشريفة..وجه للصديقين لطلب الزيادة في الأحوال ..وجه لأهل الاستقامة من العارفين ..
قول النهرجوري
” حال يبدي الرجوع الى الأسرار من حيث الاحتراق “
قول ابن الدراج السبتي
” ادراك الغيوب بسمع القلوب..تفهم الفؤاد لحقائق المراد..وقوف على اشارات الحق عند وجود عبارات الخلق..ترق مما قرع سمع الظاهر الى جمع السرائر..اصغاء القلب الى خطاب الغيب..سفير يؤدي اليك رسائل الغيب ..دليل ينفي عنك دواعي الريب..تعريف يفد على القلب على بريد التجلي..”
قول أبي العباس أحمد بن عبد القادر التستاوتي
” أحبولة لاقتناص الأرواح ؛ قد علم كل أناس مشربهم ..”
قول سيدي أحمد بن عجيبة
” راح تشربه الأرواح بكؤوس الآ ذان على معاني الألحان ،ولكل امرئ ما نوى ؛ ماء زمزم لما شرب له ،وهذا لما سمع له .
د. عبد اللطيف شهبون