لا تقدم جل الأحزاب السياسية في بلادنا – مع الأسف الشديد – صورا مشرقة لما ينبغي أن يكون عليه واقع الممارسة السياسية..
لا تقدم جل الأحزاب صورة مشرفة وطبيعية لجوهر المقتضى الدستوري الذي يحدد مهامها..
لا تنطلق جل الأحزاب من مشروع مواطٍن يروم تقدما في الحكامة التدبيرية بأنساقها الكلية الجامعة..
جلها يعيش معضلة لا يُهتدى لوجهها؛ نتيجة :
. عدم استقرار نظمها القانونية..
. عجزها الكلي عن إنتاج نخب مطلوبة..
. تغييبها لمبدإ التداول على المسؤولية..
. حرص بعض قياداتها على إذكاء الصراعات..
. إقبار كل مبادرة ساعية للمصلحة العامة..
. الإشاحة بالوجه عن كل رأي مخالف..
كانت صور الأحزاب مشرقة في ضمائر المواطنين عندما كانت حريصة على الاهتداء بقيم البناء والتقدم، وأما اليوم فصورتها مسيئة لتاريخها ورجالها، مسيئة للمغرب بما أصّلته وتؤصّله من قيم الريع.. وتعميق اليأس.. والتراجع والانشقاق والانسحاب بعد إنهاك ذوي الضمائر الحية..
لم يعد نضال الأحزاب أخلاقيا، هو الآن يترجم انتهازية فكرية وسلوكية، ولا يُحتاج دَليلٌ في النهار، فالدليل في مقر بزنقة العرعار!