يكاد لايوجد أمرأوموضوع معين، إلا وأصبح يخصص له يوم عالمي للتحسيس به، بهدف أخذ العبرة والدرس منه.وفي هذا الصدد يتم، هذه الأيام، الاحتفاء باليوم العالمي للطيورالمهاجرة والذي يحتفى به، مرتين في السنة، تصادف الأولى السبت الثاني من شهر ماي، بينما تصادف الثانية السبت الثاني من شهر أكتوبر. واليومان لهما علاقة بموعد هجرات الطيورالتي تشرع في بداية فصل الصيف وبداية فصل الخريف..وحسب المنظمة الأممية في ورقة تقريرية على موقعها، فإن حملة التوعية، كل مرة، تركزعلى شيء ما، من قبيل”تغريد الطيور”أو”تحليق الطيور” أ..والغرض من هذا توحيد الناس، بجميع فئاتهم العمرية وتقريب رغبتهم المشتركة للاحتفال بالطيورالمهاجرة من أجل تضافر الجهود العالمية، حماية للطيوروحرصا على بقائها حية لما فيه توازن حياة البشرية والطبيعة، سواء بسواء، خاصة أن أصوات الطيور، لدى العديد من الناس، تبعث على إحساسهم بالراحة والفرح والأنس، أثناء الوباء، حيث قربت الناس إلى بعضهم البعض وبالطبيعة، إبان مكوثهم في شققهم ومنازلهم.وللتذكير، فإن الوباء جعل بعض الناس أكثروعيا وتقديرا للطيوروللطبيعة، بهدف تحقيق رضاهم الحياتي أواطمئنانهم النفسي، معتبرين أن اليوم العالمي للطيورالمهاجرة لايعني الاحتفال بالطيور، فحسب، بل هي فرصة سانحة كذلك لإطلاق العنان للتفكيرفي العلاقة العالمية للإنسان مع الطبيعة وإبرازرغبته الجماعية في بذل قصارى جهده، حيال حماية الطيوروالطبيعة في عالم ما بعد الجائحة.. لاسيما أن الطيور المهاجرة، أثناء قيامها برحلاتها حول العالم، لا تثير فضول أواهتمام الهواة ممن يراقبونها، فحسب، بل تساعد هذه الطيورالكوكب أيضا في الحفاظ على توازنه البيئي الأساسي، مما يحقق البقاء السليم للإنسان فوق هذه البسيطة، غيرأن نسبة كبيرة منه لاتعيراهتماما لمثل هذه الأمورالبيئية والكونية، بل هي تعيش لحظتها وأنانيتها، إن لم نقل أنها تمارس تسيبها على أكثرمن واجهة ومجال..نسبة كبيرة من الناس لايعرفون غيراستهلاكهم للأشياء، بنوع من الهمجية والوحشية، غيرمبالين بالمعاني الجميلة والقيم النبيلة التي قد تجعلهم يحترمون أنفسهم ويراعون نواميس حياتهم الجيدة ..المثلى كما ينبغي أن يكونوا عليها..
قال أحد الحكماء: “انظربعمق إلى الطبيعة وبعد ذلك سوف تفهم كل شيء أفضل “، فهل يمكن فهم شيء في وقت لاينظرالعديد من الناس بعمق إلى أسرار وخبايا هذه الطبيعة ؟ هذا هو السؤال .
محمد إمغران