تنفرد الزوايا الكتانية بموسم سنوي، يُحيي فيه الفقراء الكتانيون بربوع المملكة، ذكرى دخول مؤسس الطريقة الكتانية، الشيخ سيدي محمد بن عبد الكبير الكتاني إلى الكعبة المكرمة، وتشرفه بمشاركة نخبة من العلماء والشرفاء في غسلها، وذلك يوم السادس والعشرين من ذي القعدة سنة 1321 هجرية.
ومنذ هذا التاريخ والطريقة الكتانية تحتفل بهذا الموسم الذي أوصى الشيخ المؤسس بإقامته ضحى يوم السادس والعشرين من ذي القعدة من كل سنة.
والزاوية الكتانية بتطوان، اعتادت أن تقيم هذه السنة الحميدة، على الطريقة المتعبة، حيث تستهل الفقرة الأولى من الحفل بصلاة ركعتين: الأولى بفاتحة الكتاب، وآية الكرسي عشر مرات، والثانية بالفاتحة وسورة الإخلاص عشر مرات.
ثم يشرع الفقراء – بكيفية جماعية – في قراءة الأذكار التي رددها الشيخ المؤسس رضي الله عنه داخل الكعبة من استغفار، وتسبيح، وحمدلة، وهيللة، وحوقلة، وصلاة على النبي، وترديد يا رؤوف 287 مرة، وذلك في مدة زمنية قدرها ساعتان وخمس وأربعون دقيقة.
أما الفقرة الثانية فتشتمل على قراءة سورة يس، ونصاب من الهمزية، والدعاء الناصري. وقد يُستبدل نصاب الهمزية بالبردة، والدعاء الناصري بالمنفرجة.
ويختتم الحفل عادة بالدعاء لأمير المؤمنين، بالنصر والتمكين، والسداد والتوفيق، ولعامة المسلمين بالرقي والسؤدد، والعز والمجد، ولشيوخ الطريقة وفقرائها بالجزاء الأوفى، والدرجات العلى.
ثم توضع قصاع الكسكس والدجاج، في نهاية المطاف.
إنه يومٌ من أيام الله، الذي تجتمع فيه طائفةٌ من المؤمنين الصادقين، على ذكر الله وشكره، وحسن عبادته، فَأَنْعِمْ به وَأَكْرِمْ.
يومٌ صادف هذه السنة الأحد 26 ذي القعدة 1443هـ، الموافق لـ26 يونيو 2022م، وقد حضره فقراء الزاوية، والمتعاطفون معها، وأعيان المدينة ووجهاؤها.
وشُرع في قراءة الأذكار في التاسعة والنصف، واستغرقت قراءتها مدة زمنية جاوزت الساعتين وثلاثين دقيقة، ثم قرأنا سورة يس، واستبدلنا هذه المرة نصاب الهمزية بالبردة، والمنفرجة بالدعاء الناصري.
ثم دعونا لصاحب الجلالة، بأن يمنَّ الله على جلالته برداء الصحة والعافية، ويحفظه من كل مكروه، ويصلح به البلاد والعباد. كما دعونا لشيوخنا البررة الكرام، بالمغفرة والرضوان. ولجميع المحسنين والمحسنات بدعاء الخير والإنعام.
ولم ننس ما مر بنا في العامين الفارطين من محنة، لا زلنا مهدَّدين بمتحوراتها، فرفعنا أكف الضراعة إلى الله، أن يخلصنا من هذا الوباء، وأن يكشف عنا هذا البلاء، وأن يحفظ بلادنا من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين.
وعقب صلاة الظهر، تناولنا طعام الغداء.
إنه حقاً يوم من أيام الله.
مصطفـــــــى حجـــــاج