عادة ما ينطبق المثل الشعبي” اطلع تاكل الكرموص، اهبط شكون قال لك” على كثيرمن أمورالحياة اليومية، خاصة فيما يتعلق بالأغراض الإدارية التي يحاول المواطن أن يقضي بعضا منها، بين الفينة والأخرى، فإذا به يفاجأ بإجراءات معينة جديدة، تكون غريبة عنه، فتجعله مشدوها، لايفهم شيئا..
على سبيل المثال وفي لحظة ما، قد لاتشفع بطاقة أورخصة معينة للمواطن في أن تقضي مصلحة كانت معتادة له، كما حصل، مؤخرا، حيث احتج، خلال هذه الأيام، مجموعة من ممارسي هواية الغطس، تحت الماء، على الإجراءات المشددة التي تم اعتمادها من قبل دوريات مكلفة بالمراقبة، منعتهم من مزاولة أنشطتهم المعتادة في الصيد، تحت الماء، بالضبط من قبل مصالح القوات المساعدة التي تحرس الساحل الشمالي بتطوان والمدن المجاورة، رغم أن هؤلاء الممارسين منحت لهم تراخيص من طرف الجهة المكلفة..
وفي هذا السياق، حسب مجموعة من هواة رياضة الغوص، تحت الماء، فإن أفراد القوات المساعدة المكلفين بحراسة السواحل يطلبون منهم عدم استعمال معدات الغوص في السباحة وذلك دون أي تبريرأوشرح للأسباب والحيثيات، رغم تقديم البعض تراخيصهم المسلمة من قبل المؤسسات المعنية والتوفر على شهادة التأمين، مع الوثائق الإدارية الأخرى التي تثبت الهوية وكل شيء يتعلق بهم، باعتبارهم معروفين بحبهم لهذه الرياضة ومزاولتهم لها، بغير لف أودوران ولفترة زمنية طويلة، لاتترك أي لبس أو شبهة، يمكن أن تمس صدقهم وجديتهم في ممارستهم للهواية المذكورة وبالتالي لايستساغ حرمانهم من التنفيس عن أنفسهم، من خلال رياضة الغوص، لأنهم غيرمعنيين تماما بالمعلومات التي تروج حول موضوع الاتجارفي بعض الممنوعات من قبيل الأقراص المهلوسة، حيث كانت مصادر مطلعة أثارت أن تعليمات صارمة أعطيت بخصوص تشديد المراقبة على ممارسة هواية الغطس، تحت الماء وممارسة الصيد بالغطس وذلك بسبب قيام شبكات للاتجار في المؤثرات العقلية “القرقوبي”، باستغلال الرياضة المشارإليها، بهدف تسهيل عملية إدخال هذه المؤثرات، بنوع من التحايل على المراقبة، خاصة أنه تم ضبط، حسب المصادرذاتها، أشخاص يستعملون “غواصات صغيرة” في تهريب المخدرات و”القرقوبي”، انطلاقا من مدينة سبتة صوب مدن الشمال، لاسيما تطوان، طنجة، المضيق، مرتيل والفنيدق..
وآخرا، لابد للسلطات المسؤولة عن المراقبة والأمن بمدن الشمال، أن تدرس تدابيرأمنية خاصة بهذا الموضوع، لمنع ترويج كل ما هومخدرومضربصحة المواطن، لكن لا لحرمان هواة أبرياء من مزاولة هوايتهم المفضلة ولا للعب بمشاعرالمرتفقين، بمنحهم تراخيص، تكون في نهاية المطاف مجردة من قيمتها وشرعيتها..
محمد إمغران