لا يكاد يمر أسبوع على المغرب عامة ومدن جهة الشمال على وجه الخصوص، دون أن تطالعنا أخبار تتحدث عن حالة انتحار في مدينة معينة أو قرية داخل نفوذ جهة طنجة تطوان الحسيمة.
على إثره، عرفت جماعة البحراويين ضواحي مدينة طنجة وجماعة واد المالحة ببني أحمد إقليم شفشاون، حالتي انتحار راح ضحيتهما شخصان، هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر بصورة متوارثة في المجتمع المغربي، خاصة جهة الشمال، إذ يمكن اعتبارها ظاهرة تخالف حيثياتها المقتضيات والقواعد المتعارف عليها في المجتمع.
آخر الأرقام المعلنة من قبل منظمة الصحة العالمية سنة 2014، تقول إن المغرب يعرف 5.3 حالة انتحار من بين كل 100 ألف نسمة، هذه الأرقام “المقلقة” لها أسبابها الاجتماعية والنفسية التي تفسرها.
هناك عدة أسباب تتظافر فيما بينها، يترتب عنها اللجوء لظاهرة الانتحار، منها الاجتماعية والاقتصادية هذا فضلا عن الأسباب الاقتصادية و النفسية، كما شخّصها محللو علم الاجتماع، فهذه الأسباب تعد كقاسم مشترك بين من يقدم على قتل نفسه، لكن الأسباب النفسية هي الفَيصل الحاسم في الإقدام على الانتحار، فإذا كانت نفسية الانسان مضطربة وتعرف تشنُّجات من حين لأخر فتكون أقرب ومستعدة للانتحار لما ينتاب النفس من ضعف واهتزاز وفراغ عقائدي وإيماني، أما إذا كانت النفس مشبعة بروح إيمانية، فلا يمكنها بأي وجه من الوجوه الوقوع في مثل هذه الأفة الخطيرة المحرمة شرعا، وغير المقبولة مجتمعاً.
إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية يجتاز محنتها العديد من المواطنين الفقراء وذوي الحاجة، من دون أن يخطر ببالهم الانتحار كنتيجة وكنهاية يتم من خلالها وضع حد لحياتهم، نظرا لكون لكل مشكل ومعاناة حلول غير وضع حد للحياة، إذ لابد من استحضار المنطق والعقل في مواجهة كل الصعوبات التي تعترض الانسان طيلة حياته، بفعل الصبر والارادة القوية وبفضل الحكمة في اعتراض كل العراقيل.
سهيلة أضريف