فرشاة أندلسية
الخميس 16 فبراير 2017 – 17:58:51
… باب لغة “سيرفانطيس” لم يكن مخلوعا في وجه ، فقد تمكنتْ من الاستحواذ على مفتاحه الأساسي« Rocio Biedma » بشاعرية موسيقية في كتابها ” دوَّار اليعسوب “. حظي الصالون الأدبي لنادي الاتحاد بتطوان باستضافة أديبة أندلسية .
هي شاعرة عاشقة للحياة الحرَّة. تحلِّق كاليعسوب حول منابع المياه العذبة، و تسبح في الجواء العالية بنسيج من الأشعار الرُّومانسية، من صنيع الخيال “الواقعي”. رسمتها على لوحات تجريدية.
فلسفة المبدعة أساس البلاغة من العشق ، طليقة للعيش. وقد غلبت المعاني الجميلة التي فجرتْ ينابيع الشعر في صدر “روسيو”.
فرشاة رسمت لوحات فنية لشعر موسيقي كلاسيكي غجري . صدق الصبابة و العشق في حيوات العاشقين .
أنا لستُ أنا
هي يدَيَ التي تدير أجنحتك
لاتباع الطيران منك( إنْ هو إلاَّ الإقلاع).
إبداع فلسفي شاعري بنسق أدبي ، بريشة بين أنامل “روسيو” وهي تغرد :
الوحيدة أنا
الشاهدة على ألمي
أتعَلمُ منيِّ
وأبكي على نفسي
منْ أجل ذلك أعلم بأنك ستعود
لكيْ تبقى دائما بصحبتي.
—
تجاوُزا للألم إلى المنية
بوثبات عبر الألم إلى الوفاة
صاحبة الوجه و عذبة الروح
إذا تصدَّقتْ عليه إحدى الملاح.
في جوّ رومانسي أقبل بنغمة موسيقية الشاعر الإشبيلي “باكو ماطيو” ، على قراءة بعضٍ من أشعار “روسيو”، بأناقة ابن رشد و عذوبة مياه الوادي الكبير .
تسبح اليعسوب بفخفخة و تطير بفخامة و تتراقص بنبل ، و ليستْ مغلولة بالقيود الفكرية البشرية ، تمنحها القدرة في كل الاتجاهات ، بجمالية أجنحتها التي تنسج و يعكس الضوء ألوانها (البنفسجية و فوق الحمراء) و جميع ألوان الطيف في سُوَيْعات النهار .
حشرة رائعة من منظومة الطبيعة ، باحثة عن مياه عذبة زُلل .
الشاعرة المعشوقة لليعسوب العاشق للحرية . وهي قوية الروح و قوية الإحساس و قوية الوجدان ، بإبداعاتها الأدبية في اللامحدود ، التي رسمتها الخيالات الفنية للشاعرة .
قائلة عند السقطة :
وحيدة ~ برج زجاجيٌّ
عمودي شفاف وحيدة
بعيون باردة ~ وحيدة
تحتضر في صمت .
—
تنكر اليوم عليَ النور
و الخوف بالشرايين
تحت الجلد يغلي
بالدوَّار أشعر
بأجنحة اليعسوب الشفافة.
الشاعرة إنسانة رقيقة من طراز الخَلق البشري تسمو كالملَك بروحها في العلياء بالعشق . وهي في أبياتها تُعبِّرُ عن حبها للحياة ، وقد تفلسفتْ بهيامها و تذوُقها لجمال الطبيعة ….تعود و تغرِّد :
إمنحني لحظة ، من أجل خياطة الأجنحة
كي تبصر بعدئذٍ معنى الطيران ،
رمزا للحرية .
ولم تبق مقيمة في مهب رياح الحزن .
استغرقنا في خيال عميق كأننا نسمع همسات اليعسوب ، و إننا (الخاشعون) لنجِدُ ريح الشعر بأحاسيس الحيوات و استنشاق عليله و نسماته . أبدعتْ ” روسيو بيدما ” لوحات تشكيلية للشعر بعزف موسيقي. وما الموسيقى إلا قصة حبٍّ بإيقاع كوْنيٍّ.
و لابن الفارض قول في هواه:
وعلى تفنن واصفيه بحسنه ~ يفنى الزمان و فيه مالم يوصف .
فأحلام قلبها (روسيو) راوحتْ بها رضاها …