رائع هو أن تجمع كرة القدم المغاربة قاطبة، سواء بداخل أو بخارج الوطن وتجعلهم لحمة واحدة ملتفة حول العلم الوطني…تجعلهم يفرحون بالانتصارات وتحقيق الإنجازات ويحزنون للهزيمة.وحتى الذين ليسوا مولعين بكرة القدم، يسافرون لمتابعة مباريات المنتخب، خلال المنافسات الدولية.إنه تعبير صادق..ومجنون عن الوطنية.لكن الوطنية الحقة والمفتقدة التي يجب أن تسود بين المغاربة، فعلا وقولا، تتجلى في أن لاتمتد أيادي بعض المسؤولين إلى المال العام، مع الإفلات من العقاب، وأن تتحقق مشاريع متنوعة، بطرق غيرترقيعية، وأن تكثر فرص الشغل للشباب من الخرجين وغيرهم، بهدف انتشالهم من الضياع، دون أن يصطدموا بعبارة :”باك ماشي صاحبي” وأن لا تستغل “الباطرونا” عرق الشغيلة وتجعل من أبدانهم مطايا لبلوغ مراتب مصالحم الذاتية وأن يعالج المرضى المغلوبون على أمرهم …أن لا يخون محام موكله وأن لايتأثر قاض بإملاءات معينة….هذه هي الوطنية في أسمى تجلياتها، فما أحوج المغاربة إليها، لكي يناموا مرتاحين، ملفوفين بدفء الأعلام الوطنية، علما أن معظم المغاربة، رغم مؤاخذتهم على بعض الأشياء ونظرتهم السلبية إلى بعض الأمورالتي تتعلق بشؤون حياتهم، فإنهم لايحبون ركوب الفتن أو السباحة في ماء المزايدات المغرضة، دون طائل، بل ليسؤوا عدائيين بمفهوم العداء إلى حد الاصطدام مع بعضهم البعض أوالإضرار بالوطن الذي يؤلف بين قلوبهم على مر التاريخ.بل كل تطلعاتهم الحقيقية وبعيدا عن “مخدر” كرة القدم، تتلخص في إيجاد مسؤولين أكفاء ومخلصين وضمان عيش كريم، مع الشعوربالأمن والأمان، تحت سماء الوطن، وكأني بهم يقولون :
“وطني اُحِبُكَ لا بديل
أتريدُ من قولي دليل
سيظلُ حُبك في دمي
لا لن أحيد ولن أميل
سيظلُ ذِكرُكَ في فمي
ووصيتي في كل جيل
حُبُ الوطن ليسَ ادعاء
حُبُ الوطن عملٌ ثقيل
ودليلُ حُبي يا بلادي
سيشهد به الزمنُ الطويل
فأنا أُجاهِدُ صابرًا
لأُحُققَ الهدفَ النبيل”
محمد إمغران