هللوا: الحكومة الجديدة القديمة آتية…؟!
الجمعة 20 يناير 2017 – 10:30:33
أقول لنفسي وأنا العبد الضعيف؛ لا حاجة لك في الخوض في الأمور الكبرى، فقديجر عليك قلمك ما لايحمد عقباك، اتبع حكم من سبقوك فكي يسلم جلدك عليك أن تمشي حيثما تتجه الرياح وأن تنحني للعواصف وتمجد القوي.
لكن ما أسمعه وأراه وأنا أتابع أخبار الشعوب الأخرى، يقول لي إن حرية الرأي والشجاعة في التعبير عنه ولوفي الأمور الكبرى، هو ما يصنع تقدم الأوطان وكرامة وعزة المواطن. منذ السابع أكتوبر من السنة الماضية، وبعد التعيين المنطقي للسيد عبدالإله بنكيران رئيسا للحكومة المغربية الثانية في إطار دستور 2011، كانت الأمور تبدو أكثر من عادية بل واضحة وضوح الشمس، فالحزبان اللذان احتلا الرتبة الأولى والثانية اختارا موقعهما الطبيعيين؛ ليشكل الثاني قطب المعارضة والأول قطب الحكومة، لكن ما لم يكن واضحا هو كيف ستتعامل الأحزاب الأخرى المكملة مع أي من القطبين، ولو أنه إبان الانتخابات بدا أن التحالفات أو نواياها بدأت تأخذ مجرى معينا. و مع مرور الأيام، وكلما ابتعدنا شيئا فشيئا عن نشوة انتصار القطبية وصعود نجم تيار “المحافظة” على تيار “الحداثة”، كلما زادت الأوراق الحزبية اختلاطا وسماء السياسة ضبابا؛ وابتعدنا عن المنطق، وعدنا القهقرى، وكأن المواعيد الانتخابية وحملاتها وخطاباتها وبكاؤها ونكتها…وحماسها شأن؛ وصناعة الحكومات ومشاوراتها ومناوراتها ودهاليزها وهمزاتها ولمزاتها…وبرودها شأن آخر؛ وأن الشأن الثاني غير مرتبط بالأول وأن الانتخابات ليس إلا قنطرة شكلية بدون روح للوصول إلى صناعة حكومة بدون قلب.
فأين هو التغيير، بعد كل هذا؟ بعد هدير ونذير، وصعود وهبوط، وشد وجذب، وسب وقذف، وتهافت وتهافت التهافت، وتذلل وتوسل…، عادت عقارب الحكومة إلى ما قبل السابع من أكتوبر الماضي، وطلع علينا رئيس الحكومة المعين لا فض فوك، ليزف إلينا أن الحكومة القديمة آتية لا ريب فيها، وما يبقى لنا كشعب من الناخبين والناخبات من عناصر التشويق والمفاجأة إلا معرفة ماهي أسماء أولائك الرجال والنساء الذين سيحظون، مبروك عليهم(ن)، بالاستوزار، وهل ستحقق المناصفة أو نصفها أو ربعها…لنعود-نحن العباد الضعفاء- بعد ذلك، وكما العادة، إلى قواعدنا الشعبية سالمين غانمين في انتظار عرسنا الانتخابي القادم، داعين العلي القدير أن يحرس الوطن من عيون الشر، ويقينا من ظلم الحكومات وانتقامها ونكثها لعهودها …وكل عام وأنتم بخير؟؟؟ !!!.