تشهد الساحة الأسيوية في الآونة الأخيرة، تطورات خطيرة على المستوى الجيوسياسي تمثلت في اجتياح عسكري روسي لأراضي أوكرانيا المجاورة، الطرفين اللذان كانا بالأمسِ أخوة في ظل الاتحاد السوفياتي سابقا، أصبحوا أعداء حاليا، بعدما انقسم الاتحاد في عهد الرئيس كورباتشيف، حيث استقلت مجموعة من الدول من بينها أوكرانيا سنة 1991.
فمن الأسباب الكامنة وراء الاجتياح الروسي لأوكرانيا هو التَّوجُّس والخوف من التوسع لحلف الناتو، حيث أن أوكرانيا أبدت استعدادها للانضمام للحلف، لكن روسيا تعي النوايا الحقيقية سواء للاتحاد الأوربي أو للحِلف الذي يهدف بالأساس إلى زعزعة استقرار روسيا.
في سياق مرتبط بالموضوع، كان للمغرب كباقي المجموعة الدولية، رأي في الموضوع، إذ أصدرت الخارجية المغربية بيانا حول التطور الخطير الذي تعرفه الأزمة الأوكرانية الروسية، والتدخل العسكري العنيف المفاجئ لهذه الأخيرة، حيث حوصرت الأراضي الأوكرانية من جميع الجهات.
وأشارت الخارجية المغربية في بيانها: أن “المملكة المغربية تتابع بقلق التطورات الخطيرة للوضع بين الدولتين الجارين”.
كما استرسلت الخارجية المغربية كما هو معهود فيها بتجديد دعم المملكة المغربية للسيادة وللوحدة الترابية والوطنية لكافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وفي نفس السياق، ذكرت وزارة الخارجية المغربية طرفي النزاع بتشبثها بمبدأ عدم اللجوء إلى القوة العسكرية لتسوية النزاعات بين الدول.
وأكد نفس المصدر كون المملكة المغربية في إطار علاقاتها الدولية تواصل وبشكل دائم تشجيع القواعد المبادراتية والإجراء ات القانونية المعمول بها، على مستوى العلاقات الدولية الهادفة إلى تعزيز السلم وتكريس كل السبل في حل المشاكل السياسية، والاقتصادية الرامية إلى تسوية سلمية للنزاعات.
المملكة المغربية على استعداد دائم للتدخل لإصلاح ذات البَين فيما يخص المنازعات التي تعرفها العلاقات الدولية، وهذا بفضل السياسة الرشيدة للملك محمد السادس نصره الله، والمبنية على الحكامة والتعقل في تدبير الأزمات السياسية التي تدور رحاها على المستوى الدولي.
سهيلة أضريف