إطار مفهومي:
العنف مضاد اللين والرفق ، ومرادف الشدة والقسوة..
وهو كل فعل شديد يخالف طبيعة الشيء، ويكون مفروضا عليه..
والعنف ضرب من العسف الذي يعني السير على غير هدى، وهو عسف بمعنى ظلم. قال رسول الله صلى عليه وسلم:” لا تبلغ شفاعتي إماما عسوفا”، والعسوف كل ظلوم جائر ..
والعنف هو كل استخدام للقوة استخداما غير مشروع قانونا وأخلاقا..
والعنف يمزق ثوب الحياة ويولد الانتقام، وخطاب العنف رذيلة..
الظاهرة العنفية واسعة مستشرية..
ظاهرة العنف مشكلة آخذة في الانتشـار والتوسع نتيجة خاصيات ثقافية وظروف اقتصادية غير سوية..
والظاهرة العنفية تنبني على جملة مفاهيم رئيسة منها:
- مفهوم الشـدة بما تعنيه من قوة في الشيء أو أمر يصعب تحمله..
- مفهوم الإيـذاء بما يعنيه من إضرار جسيم وهو عيب محرم قانونا وأخلاقا..
- مفهوم القـوة الماديـة التي قد يمارسها فرد أو جماعة فعلا أو ممارسة قولية..
وغير خاف أن ثمة مجالات لاستبصار العنف:
- عنف ضـد الطفـل..
- عنـف ضـد المـرأة..
- عنـف أسري..
- عنف في البيئة المدرسية..
- عنف في الفضاء الاجتماعي..
ولعل من أخطر هذه الأنواع العنف الذي يتعرض له التلاميذ أو الطلاب أو المدرسون أو الأطر الإدارية أو العاملون في المؤسسات التعليمية..
ومن الأشكال السائدة في الوسط المدرسي: السب والتهديد والتشابك والحبس والإحراق والإتلاف والسرقـة والجنس والقـتل…
وهذه الأشكال العنفية كما ألمعنا إلى ذلك راجعة لعوامل تربوية ونفسية واجتماعية واقتصادية.. و تستفحل هذه الأشكال نتيجة انعدام سياسة المواكبة والحماية والتمنيع..وهذه السياسة لن يستطيع أن يقوم بها إلا الأطر المختصة في المراقبة التربوية، وهذا أمر منعدم في بيئتنا التربوية.
ومن باب التذكير فالظاهرة العنفية ذات سببين:
- سبب ذاتي (حب تقليد الآخرين.. التأثر بمشـاهد العنـف.. التوحـد مـع بعض أبطال الأفلام والمسلسلات..تضخم الأنا..الحساسية المفرطة تجـاه كـلام وسلوك الآخرين..).
- سبب موضوعي (ضـــعف أو انعدام الإشراف التربوي بالمؤسسة التربوية..ضـــعف أو انعدام الإشراف الاجتماعي بالمدرسة.. قلـة الأنشـطة اللاصـفية..غيـاب بعـض المدرسين..انعدام الاخصائيين الاجتماعيين..انعدام نظام للحد من السـلوكيات الخطرة..تزايد مساحة العنـف في وسائط الاتصـال ..استفحال العنـف الأسري .. ارتفاع منسوب العنـف في الشـارع ..).
بعض آثار العنف في البيئة التعليمية..
يترتب عن العنف آثار على المدرسة والأسرة والمجتمع لكونه تهديدا حقيقيا للرأسمال البشري يخلف مشكلات منها :
- التأخر الدراسي..
- الهدر المدرسي..
- الانحراف وممارسة الجريمة..
على سبيل ختم..
عملت الوزارة على إعداد استراتيجية مندمجة لمحاربة العنف المدرسي وفق مقاربة تشاركية بدعم من:
- المرصد الوطني لحقوق الطفل.
- اليونسيف.
- مؤسسة Clairefontaine
- قطاعات حكومية مختلفة (وزارة الداخلية ،الدرك الملكي ،وزارة الصحة ، وزارة العدل).
- جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ.
- أطر تعليمية وتربوية .
والحقيقة أننا ما زلنا بعيدين عن تحقيق الحد من مظاهر العنف في البيئة التعليمية والتربوية نتيجة:
- ضعف التأطير التربوي للظاهرة العنفية..
- ضعف تفعيل المقاربة الدينية في مجال الأخلاق وقيم الدين الإسلامي الحاثة على الخلق الحميد.
فدوى أحماد