أصعب ما يمكن أن يواجهه الإنسان هوأن تباغته ظروف الحرب، بحدتها وضراوتها وقسوتها وعتادها الحربي الذي يثيرالرعب في القلوب والنفوس.والأصعب هوأن يواجه الإنسان مخاطرهذه الحرب وهوفي بلاد الغربة محروما من أي سند، إلا من سند العزيزالرحيم.الأمرينطبق على المغاربة العالقين بتراب وحدود دولة “أوكرانيا” منهم العديد من الطلبة، بعيدا عن أسرهم وذويهم والذين بمجرد ما لاحت في الأفق إمكانية حدوث الحرب بين الدب الروسي والأوكرانيين، حتى انتابتهم حالة خوف شديد، ممزوج بالتردد أمام عودتهم إلى وطنهم، بأسرع حال، أوانتظارهم قليلا، أملا في تهدئة الأوضاع، بتدخل رؤساء الدول العظمى، لرأب الصدع ومنع وقوع الحرب.ففي الوقت الذي عاد بعضم سالمين معافين إلى أرض الوطن، بقي الآلاف منهم محاصرين في براثن العزلة والتشرد والحرمان، مع الخطرالمحذق بهم، حيث أوصلوا معاناتهم، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى من يعنيهم الأمر، مشيرين إلى صعوبات جمة اعترضت إقامتهم، هنالك، من وعورة التنقل بين المدن الحدودية، صعوبة الوصول إلى محطات القطارالذي يستعصي ركوبه، بفعل الاكتظاظ، والذي لا يوصل إلى غاية النقط الحدودية، قطع كيلومترات مشيا على الأقدام، عدم توفرالعديد من الطلبة على إمكانيات مالية للتنقل بسبب تزامن الحرب مع نهاية الشهرالمنصرم، رفض استعمال البطائق الائتمانية للبعض، الميزالعنصري الممارس ضد المغاربة في الحدود، حيث كانت الأسبقية لاستقبال الأوكرانيين، كما جاء على لسان أحد الطلبة المغاربة العائدين إلى أرض الوطن وغيرذلك من الصعوبات التي منيوا بها.
وإذا كان سفراء دول الاتحاد الأوروبي المعتمدين في المغرب عقدوا، مؤخرا، اجتماعا مع سفيرة دولة “أوكرانيا”، للتعبيرعن تضامن القارة الأوروبية مع كييف في النزاع العسكري المستمر مع روسيا وقيام المغرب بجهود أسفرت عن إجلاء مئات الطلبة المغاربة ودخولهم إلى بعض الدول المجاورة، هربا من ويلات الحرب، فإن الألوف منهم، أخبارهم لاتبشربخير، من خلال مايبث عبروسائل التواصل الاجتماعي، الأمرالذي يستدعي مضاعفة الجهود، لإنقاذ إخواننا المغاربة.
مجمل القول، أبانت دولة “أوكرانيا” عن عدم حمايتها للأجانب، بصفة عامة، حيث تنكرت لهم، عند أول منعطف، فضلاعن الميزالعنصري في التعامل مع اللاجئين بالحدود.أما الدب الروسي، فقد أظهرقسوته، بل ساديته، رغم ادعائه بالشبع.. والرزانة والوداعة، قبل أن ينقض على”سلة الخبز”الأوروبي!
محمد إمغران