يتعزز الحي التربوي بمركز أمتار التابع إداريا لإقليم شفشاون، بمكتبة مجهزة تضمُّ عددا مهما من الكتب المفيدة من مختلف الفئات، فبعدَ تشيِّيد المؤسسات التربوية بدءا من مركز للتعليم الأولي ومدرسة ابتدائية مستقلة وصولا إلى الثانوية التأهيلية، بنَت وزارة الثقافة مشروعا ثقافيا معرفيا مهما؛ عبارة عن دار للمطالعة في تصميم راق من الجيل الجديد، وجهزتها بالطاولات والكراسي برفوف تحمل عددا كبيرا من الكتب تجاوز عددها ألفَي كتاب من مختلف الأجناس؛ الأدبية والعلمية، العربية والأجنبية.
وتأتي هذه المشاريع التربوية الثقافية ضمن برنامج تنمية دائرة الجبهة والتي جاء بتعليمات ملكية سامية. يذكر أنَّ مركز أمتار استفاد من هذه المشاريع بحصة الأسد نظرا لموقعه الهام والمساحة التي يتمتع بها مما يؤهله على فتح بابه نحو التمدن.
تهدف دار المطالعة إلى تنمية قدرات المعرفية للتلاميذ والطلبة على حد سواء، بالإضافة إلى الانفتاح على حقول متنوعة من المعرفة والتي لا يمكن بطبيعة الحال الاستفادة منها داخل القسم؛ فهذه الدار ستشجعهم على القراءة، والبحث، وخلق جو للتواصل ثم إنَّ هذا الكنز المعرفي يعطي للتلاميذ فرصة للبناء الذاتي واكتساب مهارات الابداع، ذلك كون هذه الدار تتوفر على كتب قيّمة وبلغات مختلفة لكل المستويات. والجميل أنها توفر فضاءا مريحا وبألوان أخاذة، ومجهزا بطاولات وكراسي من مختلف الأحجام ممَّا يتيح الفرصة لجميع الفئات العمرية الاستفادة من هذا الفضاء الجميل والماتع.
ويعتمد نجاح هذه المكتبة على توفير قيِّم لها لكي يشرف على تسيرها للحفاظ عليها ولدوام الاستمرارية في تقديم خدماتها، وحسب المعطيات الرسمية، أن مديرية وزارة الثقافة مررت دار المطالعة للمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في إطار عقد شراكة أبرم بين الجانبين لتشرف الأخيرة على تسييرها.
لكن الغريب في الأمر والمثير للتساؤل بل في الحقيقة يدعو للأسف؛ أنَّ دار المطالعة على الرغم مِن مرور أشهر على تجهيزها بالرفوف والكتب والكراسي والطاولات وبطائق التسجيل وجرد الكتب في سجلات الجرد، وتسليمها في إطار الشراكة المبرمة بين المديريتين، لم تفتح بابها بعدُ بشكل رسمي في الوجه التلاميذ والطلبة الراغبين في الاستفادة من خدماتها. فما الغاية إذن من بنائها بما أن كتبها ستبقى رهينة الرفوف تعانق الرطوبة؟
عثمان السخايري