تشرع الحكومة المغربية، حاليا، في العمل على تنزيل أوراش الحماية الاجتماعية وتعميمها على جميع المغاربة، بما فيها التغطية الصحية، لفائدة ما يزيد عن ما مجموعه 22 مليون مغربي، محروم من الحماية الاجتماعية، في إطارمشروع ملكي، ممتد على مدى خمس سنوات، أي إلى غاية سنة 2025، حيث صادقت عليه الحكومة، مؤخرا وخصصت له لجنة وزارية، لمتابعته ومواكبته، إذ سيعهد إلى لجنة تقنية بتتبع النقط المتعلقة بالمشروع كافة، فضلا عن القطاعات الوزارية المعنية، لإدماج بعض الفئات المهنية في الدفعة الأولى، حيث أن المراسيم التي تمت المصادقة عليها تعمل على تمكين ما مجموعه 3 ملايين من المواطنات والمواطنين من فئة، غيرالأجراء وذوي الحقوق المرتبطين بهم، من التأمين الصحي الإجباري عن المرض…
ومن خلال مشروع قانون المالية لسنة 2022، فإنه يفتح الطريق أمام تنفيذ ورش تعميم هذه الحماية الاجتماعية، بناء على اتخاذ جميع التدابيرالقانونية والمالية والتنظيمية، بغية تنزيل فعال لهذا الورش الملكي، تنفيذا للتوجيهات الملكية التي تضمنها خطاب العرش لسنة 2020 والتي تدعوإلى تعميم التغطية الاجتماعيبة لجميع المغاربة، حيث سجلت مذكرة تقديم المشروع أربعة محاور، تعميم التغطية الصحية الإجبارية في متم 2022، تعميم التعويضات العائلية لفائدة حوالي ما مجموعه 7 ملايين طفل في سن التمدرس، توسيع قاعدة الانخراط في نظام التقاعد من خلال إدماج حوالي خمسة ملايين مغربي من الساكنة النشيطة التي لا تتوفرعلى حق التقاعد والمحورالرابع والأخير، فينص على تعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل بالنسبة لكل شخص يتوفر على شغل قار…
والحق يقال، فإن تحقيق الحماية الاجتماعية وما يتبعها من تدابيروإجراءات هوحلم انتظره المغاربة لعشرات السنين، قبل أن يحين موعد الاشتغال على هذا الورش الكبيرالذي يستهدف النهوض بهم، صحيا واجتماعيا واقتصاديا، علما أن الملك محمدا السادس، منذ جلوسه على عرش المملكة وجلالته يولي اهتماما بالغا للجانب الاجتماعي لفائدة رعاياه الأوفياء.إلا أن الكرة تبقى، بشكل شبه دائم، في مرمى بعض المسؤولين والسياسيين المتخاذلين مع أنفسهم، أولا، قبل أن يتخاذلوا مع بعضهم البعض ولنا العبرة في غضبات ملكية سابقة على بعضهم وذلك بغض النظر، إماعن ضبابية تشوب وطنيتهم وإما عن عدم كفاءتهم وقدرتهم على ترجمة المشاريع على أرض الواقع وفي آجالها المحددة.
وهذه، إذن، هي الزاوية التي ينبغي النظرمن خلالها، لاستشراف مستقبل حياة المغاربة..
محمد إمغران